تعددت الآيات في وصف من لا يتبع السنة، أي الطريق الذي حدده الله للناس، وكشف صفاتهم، والأوضاع السيئة التي يقعوا فيها. ويمكننا سرد هذه الآيات على النحو التالي:
1_ الذين لا يتبعون السنة هم الذين لا يثقون بالله والذين يكذبون في آياته وينافقون فيها. وهذا السلوك يتسبب في معاقبتهم. يقول الله تعالى:
{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (آل عمران 3/137)
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ. وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ. وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} (الحجر 15/10-15)
{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ[1] مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ[2] فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا[3]. مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا. سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} (الأحزاب 33/60-62)
2_ الذين لا يتبعون السنة هم الذين لا يوفون بوعودهم ويستكبرون ويتابعون نواياهم السيئة.
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ، فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا . اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ، وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ، فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ، فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (فاطر 35/42-43)
3_ من لا يتبعون السنة يعاقبون بالمثل، وقد عوقب مشركو مكة عدة مرات بالمثل وأبرزها فقدانهم مكة بعدما أخرجوا النبي والمؤمنين منها. يقول الله تعالى:
{وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا. سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} (الإسراء 17/76-77)
4_ الذين لا يتبعون السنة سيخسرون في كل حرب يخوضونها. يقول تعالى:
{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا. سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} (الفتح 48/22-23)
5_ من لا يتبعون السنة يؤمنون بعد نزول العذاب فيهم لكن إيمانهم لا ينفعهم:
{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا، سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ، وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} (غافر 40/84-85)
6_ إذا تاب من لا يتبعون السنة قبل نزول العذاب فيهم فإنه يغفر لهم:
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ، وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ[4]} (الأنفال 8/38)
*المصدر: مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (مصطلح السنة بحسب القرآن والتراث) ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=5877
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] في قلوب المنافقين مرضان: الكفر والكذب، أما الكافرون ففي قلوبهم مرض الكفر (البقرة 2/10) إن نشر الأخبار السيئة في المدينة كان عملا مشتركا بين بعض المنافقين والكفار. أولئك الذين يسيئون التصرف بهذه الطريقة يستحقون العقاب
[2] العقوبة الدنيوية لا تطبق على أي شخص كافر أو منافق لمجرد كفره أو نفاقه. أما الذين سيعاقبون هم فقط أولئك الذين ارتكبوا جرائم.
[3] كانوا يقومون بهذه الأنشطة لطرد النبي من المدينة المنورة. إذا لم يكفوا عن محاولاتهم تلك، فسيتم إخراجهم من هناك، ولن يتم الترحيب بهم أينما ذهبوا ، وسوف يُقتلون.
[4] انظر الأحزاب 33/60-62، الفتح 48/22-23