السؤال: هل يصح دفن الزوجين في قبر واحد؟
الجواب: الأصل أن يدفن كل ميت وحده في قبر مستقل، لكن لا بأس أن يدفن أكثر من ميت في قبر واحد لا سيما عندما يشق تخصيص قبر لكل ميت كما يحصل في الحروب والكوارث والأوبئة، فيمكن حينئذ دفن الاثنين والثلاثة أو أكثر في قبر واحد حتى لو لم يكونا زوجين حال حياتهما؛ لأنه عندما يموت الإنسان تنتفي عنه الأحكام المتعلقة بالمحرمية والخلوة وما إلى ذلك. يقول الله تعالى:
﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ [المؤمنون: 35]
فعندما يموت الإنسان يؤول إلى التراب لأنه لا حياة فيه، وعندئذ لا فرق بين ذكر وأنثى.
وروى الترمذي بإسناده عن هشام بن عامر قال: شُكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجراحات يوم أحد، فقال: «احفروا، وأوسعوا، وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وقدموا أكثرهم قرآنا»، وهذا حديث حسن صحيح [1].
وعن قتادة، قال: «إذا دفن الرجل والمرأة في قبر واحد جعل الرجل قدام المرأة»[2].
وروي عن مجاهد، وعطاء، في الرجل والمرأة يدفنان في القبر قالا: «يقدم الرجل أمام المرأة في القبر»[3].
جاء في “شرح صحيح البخاري لابن بطال” :«واختلفوا في دفن الاثنين والثلاثة في قبر، فكره ذلك الحسن البصرى، وأجازه غير واحد من أهل العلم، فقالوا: لا بأس أن يدفن الرجل والمرأة في القبر الواحد، وهو قول مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، غير أن الشافعي وأحمد، قالوا ذلك في موضع الضرورات»[4].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سنن الترمذي ت شاكر» (4/ 213) برقم 1713
[2] مصنف ابن أبي شيبة» (3/ 37) برقم 11894
[3] مصنف ابن أبي شيبة» (3/ 37) برقم 11891
[4] «شرح صحيح البخارى لابن بطال» (3/ 333)