السؤال: هل تهنئة صديقتي بمناسبة يوم ميلادها يعتبر شيئا حراما؟ لقد أصبح شيئا عادياً عند المسلمين الاحتفال بيوم الميلاد وأصبحت عادة منتشرة وخاصةً بين الأصدقاء فما الذي يجب عليَّ فعله؟
الجواب: الاحتفال بيوم الميلاد/عيد الميلاد الشخصي، هو مما استجد في حياة المسلمين حديثا، وأساسه تقليد غير المسلمين في هذا الأمر، ولا أعلم ما الذي أنجزه الشخص عند إتمامه عاما آخر من عمره ليحتفل به سوى أنه اقترب أكثر من الموت. لكن هذا ما نشاهده _مع الأسف_ في ديار المسلمين حيث التقليد الأعمى لغير المسلمين، وليتهم يقلدونهم فيما هو مفيد حقا.
ومع ذلك لا نستطيع أن نحرم أو نحلل شيئًا من تلقاء أنفسنا دون الرجوع إلى كتاب الله تعالى:
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [النحل: 116]
فلا يجوز لنا أن نقول بحرمة فعل لم ينص عليه كتاب ربنا، لكن الله تعالى قد جعل في قلب المؤمنين دليلا يرشدهم إن كان ما يقومون به صحيحا أو فاسدا، يقول الله تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 7-10]
ومن يتدبر مسألة الاحتفال بأعياد الميلاد الشخصية فلا يجد إلا التقليد الأعمى لعادات غريبة عن ثقافة المسلمين والإسراف المترتب على تنظيم الاحتفال والزام النفس بما لا يلزم وإضاعة الوقت وتفويت المنافع الحقيقية.
وختامًا: فإن الله تعالى أحل لنا الطيبات ولم يحرم علينا مظاهر الفرح والاحتفال لكنه تعالى حذرنا من اتباع خطوات الشيطان:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (البقرة 168)
فعلى الإنسان المؤمن بربه أن يتجنب تلك الأمور ولا ينحدر إليها حتى لو كانت بقصد إرضاء أهله أو مجتمعه من الأصدقاء والمقربين مبررا ذلك بقوله أن كل الناس يفعلونه، بل يتذكر قوله تَعَالَىٰ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْۖ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (المائدة 105).