السؤال: أبي متزوج من اثنتين، وانا ابنته الوحيدة، وهو _عافاه الله_ مريض جدا ولا يعلم ما يدور حوله، وبحكم مكوثه عند زوجته فهي التي تتحكم الآن بأمواله، وما يقلقني أنها كانت متزوجة من قبل وأولادها أكبر مني وتأخذ من مال أبي وتعطيهم، وأنا أخاف أن أطالب ببطاقات أبي البنكية، فسؤالي هل لي حق أن أطالب بالبطاقات مع العلم أني كبيرة ومتزوجة؟.
الجواب: كل إنسان له الحق في إدارة أمواله كيفما يشاء ولا يحق للابن أن يطالب بمال أبيه ما دام الأب على قيد الحياة حتى وإن كان مريضًا، فحق الأبناء في مال أبيهم ينتقل إليهم بعد موته.
وليس للسائلة الحق في أخذ بطاقات أبيها البنكية، لأنّ الزوجة هي التي تعيش معه وتعلم متطلباته ونفقات مرضه وعلاجه، فإن كان الأب غائبًا عن الوعي ولا يستطيع التحكم في ماله فعلى هذه الزوجة أن تأخذ ما يكفيها وزوجها بالمعروف ولا يحق لها أن تنفق على أبنائها من ماله دون علمه وإذنه، إلا إذا كان الزوج نفسُه قد أذن لها حال صحته بأن كانوا فقراء وأراد مساعدتهم: ﴿وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء 6).
فإن كانت تنفق دون سفه فلتتركها السائلة وحسابها عند ربها حفظًا لصلة رحمها بأبيها.
أما إن تيقنت السائلة من أن زوجة أبيها تهدر ماله وتنفقه على أولادها فلها أن تطلب تدخل كبار العائلة في الأمر لتقنين عملية الإنفاق، فإن خافت السائلة بأن تبيع الزوجة ممتلكات الأب – بأن كان لديها توكيل منه قبل مرضه – ولم تستجب الزوجة لطلب الإنفاق بالمعروف أو كانت تنفق من المال بسفه فعليها فعل الإجراءات اللازمة لحفظ حقوق الأب في ماله لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ (النساء 5).