السؤال:
ما حكم من يقول بأن القرآن مخلوق؟
الجواب:
أنزل الله كتابه لهداية الناس إلى الحق وليخرجهم من الظلمات إلى النور، فالمؤمن يعمل جاهدا لتدبره وفهمه وتطبيقه والاستفادة مما حوى من العلم والمعرفة، ولا يصح أن يكون القرآن محلا للجدل العقيم أو أن يصرف عن هدفه لتُثار حوله قضايا ما أنزل الله بها من سلطان، كمسألة هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق، فهذه المسألة وما يشبهها من المسائل هي مما انشغل به بعض علماء المسلمين قديما دون فائدة، ذلك أن الله تعالى لم يذكر لنا في كتابه هذه المسألة ولم يشر إليها ولم يرد منا أن نهتم بها، فيكون السؤال عنها كسؤال بني إسرائيل عن لون البقرة وعمرها وهيأتها (البقرة 67-71).
لقد ذم الله تعالى بني إسرائيل لما سألوا عن أشياء لم يطلب منهم معرفتها، وبين أن هدف مسألتهم هو تفريغ أوامر الله تعالى من محتواها ولفت النظر عنها والانشغال بغيرها.
وقد حذر الله تعالى المسلمين من سلوك مسلك بني إسرائيل في اختلاق الأسئلة (الدينية) التي لم يذكرها لعباده ولم يكلفهم مهمة البحث عنها فقال سبحانه:
﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ، وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [البقرة: 108]
ثم نهى عن القول في دين الله تعالى بدون مستند صحيح:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]
لهذا يجدر بالمسلم الحق أن لا يُشغل نفسه بمسائل لم تُذكر في كتاب الله تعالى ولا تعود عليه بالنفع في الدين ولا في الدنيا، وأن يركز بدلا من ذلك على تطبيق أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وأن يعمل على إقامة الدين في نفسه ومجتمعه، وأن يشهد بالحق وأن يقول للناس حسنى، وأن يعمل الأعمال النافعة المفيدة له ولعباد الله تعالى أجمعين.