السؤال:
كان أبي رجلا مسنا، وكان لدية أرض عليها نزاعات، وأنا من قمت بحل تلك النزاعات وإرجاع الأرض إلى ملك والدي، وقد عانيت جراء ذلك معناة شديدة وضاعت سنوات كثيرة من عمري وتأثر بها مستقبلي ودراستي وأثر ذلك في صحتي. والآن توفي والدي رحمة الله عليه والورثة يريدون تقسيم هذه الأرض…فهل لي أن أطالب ورثة والدي (إخوتي وأخواتي) بمقابل تلك مجهودي في استرجاع الأرض لوالدي؟
الجواب:
إن ما فعله السائل كان طاعة لأبيه ومرضاة له وسوف ينال عليه الآجر من رب العالمين: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (البقرة 215)
وكان من المفترض أن يطالب أباه بنظير أتعابه أو يتفق معه على اقتطاع جزء من الأرض له مقابل جهده.
ولكن إذا توفي الأب فليس له أن يطالب بقية الورثة بتلك الأتعاب إلا إن رضوا بذلك، وهذا نوع من التقدير والتكريم لما قام به من جهد في سبيل عودة الأرض إلى أبيهم الذي لولاه ما عادت وما ورثوا شيئًا، فإن فعلوا فقد أحسنوا إلى أخيهم وردوا إليه بعض الجميل انطلاقا من قوله تعالى:
﴿إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا، كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾ (الأحزاب 6).
لكن نكرر، أن الورثة غير ملزمين بذلك، لأن المِلك قد انتقل إليهم من أبيهم بالميراث، وأصبح ما ورثوه حقا لهم لا يُنتزع منهم إلا بدليل، فإن انعدم الدليل فلا يُجبروا على إعطاء أخيهم شيئا من حصصهم، إلا إن رضوا كما ذكرنا.