السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته، أبي توفي قبل 6 سنوات و قد توفي و هو لا يصلي. وكان يصوم رمضان معنا و لكن لا يصلي، و كان عند استماع الأذان يشهد أن لا إله الا الله، و قد توفي على هذه الحال . وقد كان يستلف أموالا طائلة من الناس ولا يرجعها ..حلمت بأبي البارحة و هو مريض جدا و كان يكلمني و عيناه مغمضتان، و كان يريد مني و من أخي أن نساعده للذهاب إلى الحمام لقضاء حاجته.. فهل يكون هذا تلميحا لقضاء دينه من الأموال التي أخذها من الناس بدون حق؟ و كيف أقضي دينه وأنا لا أعرف الأشخاص الذين استلف منهم و لا أعرف حتى مقدار هذه الأموال؟ و هل يجوز الاستغفار له و التصدق عنه علما أنه كان لا يصلي؟ و أنا أريد أن أبره بعد وفاته خاصة أن علاقتي به لم تكن جيدة في آخر أيامه و أشعر بالذنب الكبير لهذا.
الجواب:
لا يجب على الأولاد تسديد الديون التي على أبيهم، لكنهم إن فعلوا فقد أحسنوا لأنفسهم ولأبيهم.
أما الدعاء للوالدين فهو من واجبهم على أولادهم، حيث يدعو لهما سواء كانوا أحياء أو أمواتا. وقد علمنا الله تعالى أن ندعوه بهذا الدعاء:
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 41]
ولا يسقط حق الوالدين على أولادهما برعايتهما أحياء والدعاء لهما أمواتا حتى لو كانا عاصيين أو مشركين. يقول الله تعالى:
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14]
أما الصدقة عن الميت فأجرها للمتصدِّق لا للمتصدَّق عنه، فليس في ديننا أن يقوم الإنسان بعبادة عن غيره، لأن كل مسلم مكلف بعمل الصالحات ومنها التصدق قبل موته. يقول الله تعالى:
﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: 10]
ولو كانت صدقة الابن عن أبيه تنفعه لتمنى أن يفعل أولاده ذلك، ولذكر الله تعالى ذلك في كتابه، لكن آيات الكتاب تقرر عدم جدوى صدقة الولد عن أبيه له.
