السؤال:
هل كان النبي عليه الصلاة و السلام فقيرا و لا يشبع من أكل الخبز يومين على التوالي؟ وهل يتناقض هذا مع إنفاقه و إعطائه المال للفقراء و المساكين؟ وهل فعلا صحيح أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يجوع جوعا شديدا هو و زوجاته؟. و بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا.
الجواب:
كان النبي صلى الله عليه وسلم من عائلة ثرية، فقد كان جده عبد المطلب وكذا عمه أبو طالب من أعيان قريش وأغنيائها، وكان يقوم على مال عمه في أول حياته، حتى إنه كان يذهب بماله إلى الشام متاجرا به، فلا بد أنه كان يحظى برعايته الخاصة.
وقد تزوج النبي من خديجة مبكرا، وقد كانت امرأة ذات مال كثير حيث كان يتاجر في أموالها أيضا.
فسيرة نبينا الكريم تدل على أنه كان من أهل الثراء بدليل ما ذكرنا وبدليل إنفاقه الكثير في سبيل الله تعالى.
وقد امتن الله عليه بقوله: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} (الضحى 8)
وكونه عائلا لأنه ولد يتيما، لكن الله تعالى أغناه بكفالة جده ثم عمه ورعايتهم الفائقة له، وهذا شأن الله تعالى مع الأنبياء حيث ييسر لهم من يحنو عليهم ويرعاهم وهم في صغرهم حتى من أعدائهم كحال نبي الله موسى عندما تكفله آل فرعون بالرعاية.
وغنى النبي لا يمنع أنه كان يمر بأوقات صعبة كحاله عندما حاصرت قريش بني هاشم في شعب أبي طالب، فقد عاش هو وقومه أوقاتا صعبة فيه، أو عند حصار الأحزاب للمدينة، لا سيما أنه كان يبادر بإنفاق أمواله في سبيل الله في مثل تلك الظروف خاصة، فلا يخلو أن يمر عليه زمان لا يملك فيه قوت يومه، لكنها حالات نادرة، وربما تكون الروايات التي تتحدث عن حاجة النبي مردها إلى تلك الأوقات العصيبة.
لكن هناك من يعمم محتوى تلك الروايات ليجعل منها الأصل في حال النبي، وهذا منقوض بما ذكرنا من أدلة من القرآن ومن سيرته المعروفة صلى الله عليه وسلم.