السؤال:
استوقفتني آية: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِم، وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ﴾ لماذا لم يتم ذكر الإخوة؟ وهل معنى هذا أن الإخوة لن يكونوا معا في الجنة؟ وقد قرأت تفسيرا يقول بأن معنى أزواجهم تعني النظراء والأشباه والأصحاب والأحباب وليس معناها الزوج والزوجة، وأنا أرى أن هذا التفسير صحيح، ولكن أريد أن أتأكد هل صحيح أن الأخوة لن يكونوا معا في الجنة لأن عندي أختا أحبها أكثر من نفسي وأريد أن أكون أنا وهي معا في الجنة إذا جعلنا الله من أهلها. أرجو الرد لكي يرتاح قلبي ويطمئن. وجعلنا الله واياكم من أهل الجنة، ورمضان كريم.
الجواب:
لا داعي لتفسير الأزواج بالنظراء والأشباه، لأن للكملة معنى لغويا وشرعيا متبادرا لا يصح تجاوزه إلا بقرينة، ولا قرينة هنا. لكن هناك آيات أخرى تبين أن الإخوة يجتمعون في الجنة التي هي دار الكرامة التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين ، فمن دخلها كان في ضيافة الرحمن الرحيم الكريم العظيم، فلا ينبغي لمؤمن أن يشك لحظة واحدة أن ضيافة الرحمن لن تكون على الوجه الأكمل. قال الله عز وجل :
﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (السجدة 17)
ومن السعادة التي تكفل الله بها لعباده المؤمنين أن يجمع شمل الأسرة الواحدة ، الوالدين والأولاد ، بعد دخولهم الجنة جميعا برحمته سبحانه، يقول الله تعالى :
﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ (الطور 21)
واجتماع الأولاد مع ذويهم يعني اجتماع الإخوة بالضرورة إن كانوا على الإيمان. قال الله تعالى:
﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ﴾ (الرعد 23)
وهذه الآية تلخص نعيم الجنة :
﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (الزخرف 71)