السؤال:
كيف نعلم صدق القرآن وأنه لم يتعرض للتحريف؟!
الجواب:
نعلم صدق القرآن وأنه لم يتعرض للتحريف من خلال النظر في محتواه وجوهره، ويمكننا رصد ذلك بالنقاط التالية:
1_ أنه يدعو للحق وينهى عن الباطل، ولو كان لحقه التحريف لرأينا فيه ما يؤيد دعوى أهل الباطل، لذلك وصفه منزله بقوله:
﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصّلت 42)
2_ أنه لا يناقض بعضه بعضًا:
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ (النساء 82)
3_ أنه لم يستطع أحد أن يأتي بمثله أو حتى بسورة من مثله، ولن يستطيع، والتحدي بذلك قائم إلى قيام الساعة:
﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ (البقرة 23)
﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء 88).
4_ الإيمان بالله تعالى يتوجب الإيمان بعدله ورحمته بخلقه، ومن دواعي تلك الرحمة والعدل بأن ييسر لهم طرق الهداية في كل زمان ومكان:
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (التوبة 115).
وذلك إما بالآيات الكونية:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (فصّلت 53).
وإما بإرسال الرسل والأنبياء، وهذا يقتضي بالضرورة بقاء الرسالة محفوظة، وقد ختمت النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقد اقتضى ذلك حفظ الكتاب الذي نزل عليه (القرآن الكريم) المصدق لما نزل قبله من كتب الله تعالى والمهيمن عليها جميعا، قال الله تعالى بلسان نبيه الخاتم:
﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ (الأنعام 19).
لهذا فقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه من الضياع والتحريف والتغيير حتى يكون الحجة على الخلق إلى قيام الساعة:
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر 9)