السؤال:
ما هي النصائح التي يمكن أن توجهوها للتعامل مع الوسواس القهري الشديد؟
على سبيل المثال لو عندي تلفون موبايل مبلل بالماء القليل فيقع على أرض متنجسة لكن الأرض جافة ناشفة، فأمسح الموبايل لأطهره، ولكن وأنا أحاول مسحه يدي تمس مكانا في الموبايل لم أمسحه ثم تنتشر نجاسته. المقصود كيف أتخلص من هذا الوسواس القهري المتعلق بالطهارة؟ أحيانا لا بد من انتشار النجاسات، والصلاة تحتاج إلى الطهارة. كيف أعيش حياتي كمسلم والوسواس له الحق في هذه الحالات التي لا بد منها؟
الجواب:
“الوسواس القهري أو الاضطراب الوسواسي القهري هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق حيث تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية تؤدي إلى تصرفات قهريّة.
والأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحيانًا واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويُحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر. في المحصلة فإن التصرفات القهرية هي بالنسبة إليهم إلزامية للتخفيف من الضائقة، وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري في موضوع معيّن، كالخوف من عدوى الجراثيم مثلا”[1] أو الخوف من عدم تحقق الطهارة لأداء الصلاة.
لكن يمكن اتباع الخطوات التالية للتخلص من الوسواس القهري أو للحد من آثاره:
1_ على المسلم أن يوقن أنه لا يجب عليه إذا أراد الصلاة إلا أن يتوضأ فقط، ولا يطلب من المسلم غير الوضوء حتى لو شك أن هناك نجاسة في مكان معين.
2_ أن يثق الإنسان بأفعاله ولا يترك مجالا للشك فيها، ويقتضي هذا أن لا يطاوع الأفكار التي تأتيه في المسائل التي تسبب له الوسواس. فافتراض أن الأرض نجسة هو افتراض غير صحيح، لأن الأصل أنها طاهرة، فلا ينتقض الأصل بتوهم النجاسة.
3_ إشغال النفس في الأمور المفيدة بدلا من التفكير في أمور الطهارة والنجاسة، ومن ذلك المداومة على ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلاة وتدبر القرآن. يقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (الأعراف 201)
{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} (الأعراف، 205)
4_ الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان لا سيما عندما تشعر بالوسواس، يقول الله تعالى:
{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (الأعراف، 201)
5_ ترداد قراءة سور الإخلاص والفلق والناس.
6_ مجالسة أهل الذكر والعلم، ففي صحبتهم تقوية للنفس على الصبر ومجاهدة الوساوس، لذلك أرشد الله تعالى إلى مجالستهم بقوله:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28)
7_ تجنب الوحدة ما أمكن لأنها قد تحفز على التفكير السلبي.
8_ عدم لوم نفسك على كل شيء، ولا تشعر أنك مخطئ دائما.
9_ عدم التفكير كثيرًا في الأمور التي غالبًا لن تحدث.
10_ عدم افتراض المشكلة، أي لا تسمح لنفسك في تصور مشكلة هي غير موجودة أصلا.
11_ تناول العسل الذي وصفه الله تعالى بأن فيه شفاءً للناس (النحل 70)
12_ إذا لم تُجد النصائح السالفة نفعا فيمكن استشارة الطبيب المختص فربما يصف بعض العلاجات التي تقاوم الوسواس القهري.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الوسواس القهري، موقع طب ويب www.webteb.com