السؤال:
ما هو قولكم عن المعتزلة وعقيدتهم؟.
الجواب:
المعتزلة واحدة من المذاهب الإسلامية التي غلبت نص القرآن الكريم على الروايات كما أعطت دورا كبيرا للعقل في فهم الأحكام وتوجيهها، ولم يُكتب لهذا المذهب الانتشار كغيره، ربما لشدة المعارضة التي واجهها وبالتالي تم طمس كامل تراثه العلمي إلا قليلا، وقد اجتهد الإمام الرازي في نقل بعض المسائل عنهم في تفسيره.
والآن لا يمكننا إعطاء حكم دقيق لفكرهم وإنتاجهم المعرفي لعدم وجود مصادر خاصة بهم، وما وصل إلينا منهم تم نقله في كتب غيرهم من المذاهب لهذا يتعذر الوقوف على التفاصيل الحقيقية لمذهبهم.
وقيل إن سبب تسميتهم بالمعتزلة هو اعتزال مؤسسُها مجلسَ الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق.
قال الإمام الذهبي في ترجمة واصل بن عطاء المعتزلي: “البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال .. مولده سنة ثمانين بالمدينة.. طرده الحسن (البصري) عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر، فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن، فسموا المعتزلة”
ويذكر أن للمعتزلة أصولا خمسة هي:
التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبالرغم من عدم وجود المعتزلة كمذهب متمايز إلا أن الكثير من العلماء على مر العصور تبنوا بعض أفكارهم وآرائهم في مسائل عدة لا سيما في العصر الحديث، فهم وإن كانوا غير موجودين كمذهب إلا أنهم موجودون كفكر، ويظهر بين الحين والآخر من ينتصر لآرائهم.
والله تعالى أعلم