السؤال:
ماذا تقولون في عقيدة أن الله تعالى موجود بلا مكان وبلا جسم؟ إن قلنا أنه في السماء فهو محدود وإن قلنا أنه في كل مكان فذلك يعني أنه محدود أيضا. شكرا.
الجواب:
يؤمن المسلم بأن لله ما في السموات وما في الأرض، وأن كل شيء واقع تحت سلطانه. يقول الله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴾ [الزخرف: 84]
والمسلم مطالب بالإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته، لكن ليس له أن يبحث فيما سكت عنه القرآن، والمنهج العام في الإسلام أن لا يسأل المسلم عن المسكوت عنه، لا سيما أن كل ما يتعلق بجلال ذات الله تعالى لا يمكن إدراكه لأنه سبحانه لا تدركه الأبصار وهو يدركها:
﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 103]
فيكفي المؤمن أن يثق بربه ويلتزم شريعته وأن يتقيه، فهذا هو المطلوب منه. يقول الله تعالى:
﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 107-108].
ثم يطلب من المؤمنين أن لا يسألوا عن المسكوت عنه بنية التعجيز كما فعل جماعة من قوم موسى:
﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ، وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [البقرة: 107-108]