السؤال:
ما سبب تغيّر الضمير في سورة الرحمن من “فيهما” إلى “فيهن”؟ وذلك في قوله تعالى: (فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ. فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ … فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)
وهل الحور العين خاصة للرجال؟
الجواب:
يقول الألوسي رحمه الله في تفسيره:
فيهن: أي الجنان المدلول عليها بقوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن: 46) فإنه يلزم من أنه لكل خائف جنتان تعدد الجنان، وكذا على تقدير أن يكون المراد لكل خائفين من الثقلين جنتان لا سيما وقد تقدم اعتبار الجمعية في قوله تعالى: }مُتَّكِئِينَ} (الرحمن: 54)
وقيل: الضمير للبيوت والقصور المفهومة من الجنتين أو للجنتين باعتبار ما فيهما مما ذكر
وقيل: الضمير للآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش.
أما الحور فهن من النعيم الذي أعده الله تعالى لعباده المؤمنين من الرجال والنساء على السواء تطوف عليهم كما يطوف الولدان المخلدون، فليس أحدهما خاصا بالرجال دون النساء بل هما مما حبا الله تعالى به المؤمنين جميعا رجالهم ونسائهم من النعيم في الجنة. يقول الله تعالى:
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ. بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ … وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ. جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الواقعة 17-24)
يُفهم من الآية أنَّ الولدان المخلدين والحور العين كلاهما يطوف على أهل الجنة يخدمونهم جزاء بما عملوا من الصالحات في الدنيا.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة (الحور العين) على الرابط التالي
https://www.hablullah.com/?p=1318
وبقراءة فتوى (تساؤلات في نعيم الجنة) على الرابط التالي