السؤال:
هل حقا الفتاة التي اهتمت بدراستها و مستقبلها و رفضت فكرة الزواج تلعن؟ ولماذا لا يُلعن الرجل إذا فعل نفس الشيء؟
الجواب:
الزواج حاجة بشرية وضرورة لاستمرار الحياة على الأرض، وهذه الضرورة تستند في الأساس على الفطرة التي خلق الله عليها البشر، فتراهم يسعون إليه برغبتهم بحثا عن الاستقرار والأمان الاجتماعي وإشباع الغرائز، لذا كان الزواج بما يمثله من قيم معتبرة آية من آيات الله سبحانه:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]
وقد أرشدت الآية الكريمة التاليةُ الأولياءَ إلى تسهيل أمر الزواج لمن يصلحون إليه ممن يلونهم ويقعون تحت مسؤوليتهم من الفتيان والفتيات، وذلك بقوله تعالى:
﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: 32]
ولا شك أن الدافع الأول للزواج هو الرغبة فيه والحاجة إليه، والتوجيهات القرآنية السابقة هي إرشاد وتوجيه لمن كانوا كذلك، أما الذين لا يجدون في أنفسهم الرغبة في الزواج ولا يشعرون أنهم بحاجة إليه فلا يجبرون عليه، ولا يأثمون بتركه سواء كانوا رجالا أو نساء.
وإن اختار رجل أو امرأة أن لا يتزوج وكان لا يشعر بالحاجة إليه فلا بأس في اختياره، ولا يستحق اللعن لأنه لم يقم بما يوجبه من كفر أو عصيان.