السؤال:
ما معنى ” وإما فداء “في قوله تعالى “فإما منا بعد وإما فداء “؟ هل هو مبادلة الأسرى أو أخذ المال. وهل من إشارة في القرآن إلى أن ملك اليمين هو الأسير، أو أن الأسير يصبح ملك يمين إذا لم يُطلق سراحه منا أو فداء.
الجواب:
بعد أن أمر الله تعالى بشد الوثاق جاء توضيح مصير الأسرى صريحا في قوله تعالى {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أوزارها} (محمد،4) فقد حصرت الآية مصير الأسير في خيارين لا ثالث لهما؛ وهما المن أو الفداء، والمن أن يطلق سراح الأسير دون مقابل، أما الفداء فأن يطلق سراحه مقابل مال أو خدمة.
عن ابن عباس، قال: “كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة[1]”
فالفداء ما يقدم للآسر من مال أو خدمة مقابل إطلاق سراحه، فقد يكون المقابل نقدا أو عقارا أو خدمة يقدمها الأسير أو وليه (دولته أو عائلته).
والأسير يفقد حريته فلا يستطيع أن يذهب إلى أي مكان دون إذن آسره، لذا أطلق عليه أنه (ملك يمين) أي أن أمره بيد آسره فهو مالك أمره، حيث يحمل الأسير هذا الوصف منذ أسره حتى فكاكه.
ولا يعني كونه أسيرا أن لا يلقى المعاملة الحسنة[2]، ذلك أن القرآن أوصى بالأسير وصيته بالمساكين واليتامى وأبناء السبيل:
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [الإنسان: 8]
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه أبو داود (3134) ، وابن ماجه (1515) ، والبيهقي (4/14)
[2] انظر جمال نجم (معاملة الأسير في الإسلام) https://www.hablullah.com/?p=2320