السؤال:
السلام عليكم، وجزاكم الله تعالى عنا وعن المسلمين كل خير، وكلما قرأت في موقعكم الكريم يزداد حبي لديننا العظيم وأشكر الله أن هداني لهذا الموقع الرائع الذي لا يتبع الهوى قيد أُنملة ويوافق كتاب الله والعقل وهذا هو الدين الصحيح .
سؤالي هل تقرأ الفاتحة في صلاة الجماعة بعد أن يقرأها الإمام وهل الأصح قراءتها أم لا؟ فالمذاهب كلٌ له رأي مختلف فالشافعي يقول بوجوب قراءتها والحنفي لا . وأنا كنت أتبع المذهب الشافعي قبل أن يمن الله علي بأن أصبح مسلمة فقط بفضل موقعكم الكريم. أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إنما جعل الإمام ليؤتم به) أفيدوني جزاكم الله عني خيرا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله
شكرا جزيلا على اهتمامك بموقعنا، ونسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على الحق والإخلاص في القول والعمل.
بالنسبة لقراءة المأموم فإن كانت الصلاة جهرية فقراءة الإمام تُغني عن قراءة المأموم، ويكفيه حينئذ الاستماع.
لكن الإمام إن سكت بعد قراءة الفاتحة فاسحا المجال للمأمومين لقراءتها سرا فالأفضل أن يقرأها المأمومون، وإن لم يقرأها أحدهم فلا حرج في ذلك، لأنه استمع الفاتحة قبل ذلك من الإمام.
أما قوله عليه السلام (إنما جعل الإمام ليؤتم به) فلا يعني أن قراءته الجهرية لا تُغني عن قراءة المأموم، لأن المأموم قد استمع للقراءة وهذا هو المطلوب منه عندها. يقول الله تعالى:
﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]
أما في غير الجهرية فيلزم المأموم أن يذكر الله تعالى قائما، والقرآن أفضل الذكر، لقوله تعالى:
﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]
وقد كان نبينا الكريم يقرأ الفاتحة في كل ركعة حال قيامه، لذا يُستحب المحافظة على قراءتها تأسيا به عليه الصلاة والسلام، ولو قرأ غيرها من القرآن صح منه ذلك أيضا.