السؤال:
توفي أخي الوحيد و هو مطلق وليس له ولد، وأبى توفي قبله. فقط أنا أخته و أمي .
أرجوكم أريد أن أعلم و أفهم لماذا يرث الأعمام بالتعصيب. ما هو الدليل من القرآن و السنة؟ مع العلم أنهم ليس لهم بنا أي علاقه حتى بعد وفاة والدي و أخي، فلا سؤال و لا اهتمام إلا ( بحقهم الشرعي) و فجأة افتكرونا.
وشكرا مقدما.
الجواب:
إن التركة في هذه المسألة من نصيب الأم والأخت، حيث ترث الأم الثلث لقوله تعالى:
﴿فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ﴾ [النساء: 11]
والباقي للأخت؛ النصف فرضا والباقي ردا لقوله سُبْحَانَهُ:
﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ، إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ﴾ النساء (176)
وليس للأعمام نصيب مفروض في تركة المتوفى، ولكن ينبغي على الأم والأخت أن يعطوا لهؤلاء الأعمام جزءًا غير محدد من التركة امتثالًا لقوله تعالى:
﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ النساء (8)
وهذا بصرف النظر عن شكل العلاقة بينهم، لأن إعطاء ذوي القربي الحاضرين للقسمة لا يشترط فيه قوة الصلة بينهم أو حسن المعاملة، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ، وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ المائدة (8)
والانقياد لأوامر الله تعالى يزيد من أواصر القربى، قَالَ اللَّهُ تعالى:
﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ فصّلت (34)
فلا يوجد نصيب محدد للأعمام وهو أمر متروك لتقدير الوارث ومقدار حاجته.