د. عبد الله القيسي
يقول الله تعالى:
﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً﴾ [النساء:69].
الشهداء: جمع شهيد، وهو اسم مشتق من الشهادة، فالشاهد من يشهد في قضية مرة أو مرتين، والشهيد من صار شاهدا مستمرا على تلك القضية، فهي تشبه القاعد والقعيد، فالأول صفة قد تزول حين يقوم، والثانية صفة مستمرة في القعود.
والشهداء هم القائمون بالعدل، الداعون للحق، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر حتى صاروا أهلا للشهادة على غيرهم يوم القيامة:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ [البقرة:143]،
فالنبي عليه السلام بنص الآية (شهيد) وكما هو معلوم بأنه لم يمت في معركة، وإنما مات على فراشه، فهل نسميه شهيدا كما سماه القرآن، ونعيد تعريفنا للشهيد كما أراده القرآن، أم لا نسميه شهيدا بحسب المفهوم المتداول للشهيد ونكون قد خالفنا القرآن مخالفة واضحة!!
أما من قُتل في سبيل الله فإن الله يختاره ليكون من الشهداء:
﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران:140].
فهو يكون شهيدا على قاتله يوم القيامة، حين قُتل في سبيل الله، حيث خصهم الله بميزات عن غيرهم، فهم أحياء عن عند ربهم يرزقون:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169]