السؤال:
قد قرأت عن بعض الفتاوى التي تحريم المزاح الذي به كذب، و احترت في ذلك لأني أحب المزاح، و يدخل الكذب في مزاحي، لكنه يكون واضحا و سرعان ما أوضحه، فسؤالي هو هل الكذب في المزاح محرم أيضا؟
و بارك الله فيكم و أشكركم على موقعكم الجميل.
الجواب:
الأصل في الكذب أنه محرم سواء قاله صاحبُه مازحا أو جادا، وسواء كان المكذوب عليه يعلم أن هذا الكلام كذب أو لا.
ولا شك أن الكذب الذي تضيع به الحقوق وينخدع به الناس أشد إثما ولا يقارن بالكذب الذي يُقصد به المزاح واللهو أو الملاطفة.
لكن المسلم يبتعد عن كل كذب حتى لو كان بسيطا لأن ذلك أنقى لقلبه وأسلم لدينه وأبعد عن الشبهات.
ولأن هذا النوع من الكذب قد يكون مقدمة لاستسهال أنواع أخرى من الكذب.
ولا يعني هذا أن ملاطفة الآخرين بالمزاح أمر محرم، بل إن هذا من وسائل إظهار المودة، لكنه يجب أن يكون بالصدق والقول الحسن.
واعلم أن أفعال الناس وأقوالهم _في غالبها_ هي ما اعتادوا عليه وألفوه، لذا فعلى المسلم أن يعوِّد نفسه على الصدق في القول والعمل استجابة لأمر الله تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]