السؤال:
سادتي العلماء الأفاضل عندي سؤال وأرجو الإجابة سريعا، لأنه لا يوجد في بلدي علماء أثق بهم كما أثق بكم، ما حكم قصات الشعر الشبابية الحديثة؟
هل هي مكروهة أم حرام، علما بأنها قصات رجالية وليست شعارا للفساق أو الكفار، فهل تجوز؟
وهل حلق الرأس من الجوانب والخلف يعتبر قزعا لأن هذه المنطقة تنمو أسرع من أعلى الرأس؟
وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
شكرا لثقتك بموقعنا ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنك.
والحق أنه لا يوجد في ديننا نصوص تبين القصة المثالية لشعر الرأس، لذا فإن المسلم يختار المناسب منها مع بيئته وأعراف بلده.
وقد ورد عن نبينا الكريم أنه نهى عن القزع[1]، وهو أن يحلق بعض شعر الرأس دون بقيته[2]، وهذا يختلف عن جعل بعض الشعر أقصر من الآخر كأن يكون الذي عند الرقبة والأذنين أقصر من الذي في أعلى الرأس، فهذا لا يسمى قزعا.
لا يوجد في كتاب الله تعالى ما يؤيد تحريم قصات الشعر المختلفة، فهذا من باب الحلال الواسع، أما رواية النهي عن القزع فليس لها أصل في كتاب الله تعالى لذا فإن النهي لا يفيد حكما شرعيا ملزما.
ولو سلمنا بصحة الرواية فربما يكون نهي النبي عن القزع لأن فيه مخالفة للعرف، أو لأنه كان يحمل إشارة على فسق صاحبه في زمانه، وعلى كل حال فإن كره النبي عليه الصلاة والسلام لأمر ما لا يعني حرمته بالضرورة[3].
ـــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه مسلم (2120) (113) وأبو داود (4193) وابن حبان (5507)
[2] وأصل القزع القطع من السحاب، ويقال لحلق رأس الصبي مع ترك مواضع منه تشبيها له بقزع السحاب.
[3] فمثلا كره نبينا الكريم طلاق زيد بن حارثة لزوجته ونهاه أن يفعل ذلك، لكن زيدا لم يصغِ للنبي ومضى بتطليق زوجته، ولم يعتبر القرآن زيدا مخطئا، لأن الطلاق هو حق للزوج ولا يجوز لأحد أن يمنعه من هذا الحق حتى لو كان النبي نفسه. انظر التفاصيل في الرابط التالي: https://www.hablullah.com/?p=6115