السؤال:
هل يجب على جميع المسلمين في جميع البلدان أن يصوموا إذا تم رؤية الهلال في أي مكان من العالم؟
الجواب:
يرى عامة العلماء أن الهلال الذي شوهد في أي جزء من العالم سيعتبر أنه شوهد في كل العالم ، وقالوا إن “اختلاف المطالع” الذي يعني إمكانية رؤية الهلال في أوقات مختلفة في أجزاء مختلفة من العالم غير معتبر. ووفقًا لهؤلاء العلماء، إذا شوهد الهلال في أي مكان بحسب الأصول سواء كان بعيدًا أو قريبًا فيجب على جميع المسلمين اعتبار هذه الرؤية والبدء بالصيام إن كان الذي رأوه هلال رمضان، أو الاحتفال بالعيد إن كان هلال شوال. لأنه لا يمكن البدء بالصيام في بلد بينما لا تزال بلدان أخرى في حالة الإفطار وكذلك لا يصح أن يكون العيد في بلد وما زال أهل البلدان الأخرى يصومون رمضان.
وكل من هذا الرأي ومبدأ تحديد الهلال وفقًا للحساب مهمان للغاية اليوم. وإلا فإن المشاكل التي ظهرت في تحديد بداية ونهاية شهر رمضان وموسم الحج وعيد الأضحى في البلدان الإسلامية في السنوات الأخيرة لن تنتهي أبدًا.
وقد رأى بعض العلماء أن اختلاف مطالع الهلال معتبر، لذا يجب على المسلمين _بحسب رأيهم_ كل في بلده أن يتحروا هلال شهر رمضان والبدء في الصيام بناء على رؤيتهم للهلال بغض النظر عن رؤية الهلال في أماكن أخرى أو عدم رؤيته. ولا شك أن هذا الرأي لا يمكن قبوله نظرا للآيات التي تقرر مبدأ الحساب في تثبيت بدايات الشهور القمرية (الرحمن 5 ، يونس 5 ، الإسراء 12) ولأنه قد يصادف أن تكون قريتان متلاصقتين إحداها تصوم والثانية تفطر، وهذا ليس من الدين في شيء، وسنضرب لذلك مثلا من تاريخنا المعاصر:
في الرابع من أغسطس عام 1978 م صام المسلمون في ليبيا والعراق والكويت، وفي 5 أغسطس صاموا في المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وسوريا ولبنان وتونس والجزائر، وفي 6 أغسطس صاموا في تركيا وأفغانستان وإيران والمغرب وماليزيا ونيجيريا، بينما صام المسلمون في باكستان في 7 أغسطس.
وبالفعل ، في بعض البلدان التي تدعي أنها شاهدت الهلال من خلال الرؤية (الرصد)، غالبًا ما يُصادف أن القمر يغرب قبل الشمس في الأيام التي يتم فيها الإعلان عن الرؤية ، وأن الهلال يُرى حتى قبل الاقتران. على سبيل المثال ، في مساء يوم الاثنين 30 يناير 1995 ، في المملكة العربية السعودية ، غرب الهلال قبل 21 دقيقة من الشمس في عرعر ، في أقصى شمال البلاد ، وقبل 23 دقيقة في أبو عريش في الجنوب ، وقبل 22 دقيقة في الظهران شرقاً، وقبل 21 دقيقة في مكة المكرمة ، وقد أعلن أنه ثبتت رؤية هلال رمضان وأن يوم الثلاثاء 31 كانون الثاني (يناير) هو أول أيام رمضان.
إن اتباع طريقة الحساب كأساس في تحديد هلال رمضان سيحقق المبدأ الذي دعت إليه آيات القرآن التي أشارت بوضوح أن المعتبر في تحديد الأشهر القمرية هو الحساب وليس الرؤية، كما يحقق الاستقرار في أداء الشعائر الإسلامية من صيام وإفطار وحج، ويمنع التردد والانقسامات التي تحدث بين المسلمين كل عام قبل رمضان وفي نهايته.
*وللمزيد من المعلومات التفصيلية حول هذه المسألة ننصح بقراءة المواضيع التالية في الروابط أدناه:
رؤية الهلال أم الحساب https://www.hablullah.com/?p=1555
تثبيت بداية شهر رمضان يتمُّ برؤية الهلال أم بالحساب الفلكي https://www.hablullah.com/?p=5299
الرؤية أم الحساب في تثبيت أول يوم من الأشهر القمرية https://www.hablullah.com/?p=1933