السؤال:
أنا فتاة أرتدي دائما ملابس بياقة عالية، أي لا تظهر رقبتي من الخلف، إنما من الأمام لا أستطيع أن ارتدي حجابا يغطي تلك المنطقة أو يضغط عليها صيفا أو شتاء لأنني لا أستطيع التنفس و أشعر بحر شديد، أشعر أن الدم لا يصعد إلى رأسي وأتعرق بشده. كل صدري مغطى طبعاً، حتى وأنا منحنيه آخذ كل الأمور في الاعتبار، أي أرتدي تيشرت داخل القميص من الخلف بحيث تكون الياقة العالية هي الأمامية (إنما هي فقط منطقه العنق من الأمام) ملابسي في العموم طويلة وواسعة، فهل إظهار تلك المنطقة من الكبائر مثلا، أو هل يوجد كفاره للأمر؟ لأني فعلا يشق الأمر علي جدا، فهل أخسر ثواب الحجاب أو لا أعتبر أنني أقوم بالتكليف بسبب تلك إظهار تلك المنطقة؟
الجواب:
إن التخفيف مبدأ رباني عام:
﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]
﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]
والعبد يأتي من أوامر الله تعالى بقدر طاقته، قال الله تعالى:
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا﴾ [التغابن: 16]
والله تعالى عندما فرض الزي الشرعي على المرأة إنما شرعه لحفظها وعدم التجاوز بحقها ولو بنظرة تخدش حياءها، ولم يفرضه تعالى عقوبة عليها أو لإلحاق الضرر بها:
﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ﴾ [المائدة: 6]
فإن كانت المرأة تلتزم بالزي الشرعي لكنها تجد صعوبة في تغطية جزء معين منها كالرقبة أو تعمل عملا يتطلب كشف بعض من ساعديها فلا جناح عليها، قَالَ الله تَعَالَىٰ:
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا، أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 42]
والمرأة التي تعاني ضيقًا في التنفس أو تشعر بالاختناق عندما تغطي الجهة الأمامية من العنق أو توجد لديها مشكلة أخرى فهي تندرج تحت المرضى قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:
﴿وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ [النّور: 61]
والله تعالى يغفر للعبد تقصيره إن تعسر عليه تنفيذ الأمر؛ لعلمه سبحانه بطاقة الإنسان وقدرته على التحمل في مراحل حياته المختلفة:
﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 42] .