السؤال:
ما الغاية من تشريع العدة للمطلقة؟ أليس سبب تشريع العدة هو التأكد من عدم وجود الحمل؟ ولماذا توجد عدة للمسنات اللواتي انقطعت قدرتهن الإنجابية؟
الجواب:
ليس الغرض من العدة التأكد من براءة الرحم (عدم وجود الحمل). إذ إنه يمكن التعرف على الحمل أو عدمه باختبارات سهلة لا تتطلب حتى طبيبًا.
لكن الغرض من العدة هو حماية المرأة، ومن ذلك:
أ) منع الرجال من تطليق زوجاتهم بالقرارات المتسرعة. لذا جاء الأمر الإلهي بالتطليق للعدة:
﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ﴾ [الطلاق: 1]
ب) منع الرجال من ترك زوجاتهم فجأة بلا حول ولا قوة بطردهن من المنزل دون أي شيء في أيديهن. ذلك أن المطلقة رجعيا لا يجوز إخراجها من بيت الزوجية، يقول الله تعالى:
﴿لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ [الطلاق: 1]
ج) إعطاء بعض الوقت للأزواج لمراجعة قرارهم وعدم السماح لهم بالانفصال على الفور في أوقات الغضب والشدة.
﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229]
د) إجبار الزوجين على العيش مع بعضهما لفترة معينة أثناء العدة لإيجاد الفرص لهما للنوم معا مرة أخرى وإذابة الجليد، وهكذا يكون الزوج قد راجع زوجته.
هـ) حماية الأطفال من نتائج الانفصال السريع، لأن العدة تجعل الزوجين يفكران مليا في مستقبل الأولاد، فإن أصر الزوج على إنهاء الحياة الزوجية فيكون هناك وقت كاف للتباحث في كيفية إدارة شؤون الأطفال بعد الافتراق.
فهناك العديد من التشريعات القرآنية التي تهدف إلى حماية حقوق المرأة بشكل عام، وهو المشار إليه بقوله تعالى:
﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ [النساء: 34]
والعدة هي واحدة من التشريعات التي حفظ الله تعالى المرأة بها.
