السؤال:
أبي في 65 من عمره، وهو ملحد ينكر وجود الله تعالى. وبحجة أنني وأمي نعيش وفقا لأوامر الله تعالى ترك المنزل وتزوج من امرأة أخرى بعدما طلق والدتي دون أن تطلب منه أي شيء ماليًا. وقد أنجب طفلاً من زوجته الجديدة. وهو الآن لا يرانا ولا نراه، فأصبح لدينا برودة شديدة تجاهه في قلوبنا. ما هي الواجبات والمسؤوليات التي فرضها ديننا علي وعلى أمي تجاه أبي وأقاربه وابنه من امرته الأخرى؟
الجواب:
نظرًا لأن والدتك مطلقة من والدك فلم تعد تتحمل أي مسؤولية تجاهه لانقطاع الصلة الزوجية بينهما، وكذلك تجاه ابنه من زوجته الثانية لعدم وجود القربى بينهما.
أما أنت فما زلت ابن والدك، وابنه الآخر هو أخوك لأبيك.
وحتى لو كان والدك عدوًا للدين، فمن المحرم قطع العلاقات معه ومع أخيك لأبيك، سواء كنت تحبهما أم لا، بصفتك ابنًا وأخًا فأنت مسؤول عن مساعدة والدك وأخيك ماديا ومعنويا إذا كانا في حاجة. وهذا مهم أيضًا فيما يتعلق بتأليف قلب والدك. يقول الله تعالى:
﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان: 15]
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]
﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء: 36]
﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الروم: 38]