السؤال:
أحس دائما بمراقبة الله تعالى، لكن يصدف أن أقع بالذنب فأشعر بالندم وأعاهد الله تعالى صادقا أن لا أعود إليه، لكنني أعود إلى الذنب في لحظات الضعف، فهل أعد خائنا للعهد مع الله تعالى؟ وكيف أتجنب الوقوع في المعاصي؟ وهل يقفل باب التوبة في وجهي؟.
الجواب:
الشعور بمراقبة الله تعالى نعمة عظيمة على العبد، لكن الإنسان قد يقع في الخطأ أكثر من مرة، ويبقى بخير طالما استغفر ربه وعزم على عدم الرجوع إلى الذنب، وربما يكون قد عاهد الله على ترك معصية لكنه قد يعود إليها في لحظة ضعف أو دون قصد، وفي هذه الحالة لا يكون قد خان عهده مع الله، لأنه لم يفعل المعصية بقصد وبإصرار، ومثل هذه الذنوب يكفرها العمل الصالح والاستغفار الدائم، يقول الله تعالى:
﴿يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]
وأفضل الطرق لتجنب المعاصي هي إشغال النفس بما هو مفيد، كالسعي في طلب الرزق، والاهتمام بالأسرة، والمداومة على الصلاة في وقتها خاصة في المسجد، وبمجالسة أهل العلم والمعرفة، وبقراءة القرآن وتدبره، والدعاء المستمر بالهداية والتوفيق.
أما قبول التوبة، فاعلم أن الله تعالى يقبل التوبة النصوح، وأنه لا يرد تائبا عن بابه سبحانه حيث يقول:
﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طه 82)