السؤال:
ما الفرق بين الحجاب والاحتشام؟
الجواب:
الحجاب من حجب: الستر. وحجب الشيء يحجبه حجبا وحجابا وحجبه: ستره. وقد احتجب وتحجب إذا اكتن من وراء حجاب. وامرأة محجوبة: قد سترت بستر[1]، فأصل الحجاب ما يحجب الآخر فلا يرى، ومنه قوله تعالى عن نساء النبي:
﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب: 53]
والناس يستعملون الحجاب بمعنى اللباس الساتر من باب الكناية، فالمرأة التي تلبس لباسا ساترا وفضفاضا ولا يظهر من زينتها إلا ما يظهر عادة كالوجه والكفين فهي محجبة.
أما الحشمة فتعني الحياء[2]، فاحتشام المرأة يعني التزامها بآداب الإسلام في تعاملها مع الرجال الأجانب.
نفهم من ذلك أن الحجاب أمر محسوس يدرك بالمشاهدة المجردة بينما الحشمة أمر معنوي يدرك بالتعامل والملاحظة، فمثلا يمكن أن تكون المرأة محجبة لكنها قد لا تكون محتشمة إذا لم تراع أداب الإسلام في تعاملها مع الرجال الأجانب.
ويقال للمرأة المحجبة محتشمة كون الحجاب دلالة عليه عادة، وهذا لا يمنع أن تكون غير المحجبة محتشمة.
وكما أن الحجاب مطلوب شرعا من المسلمة فكذلك الاحتشام مطلوب، والآية التالية تدل على الأمرين معا:
﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ … وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾ [النور: 31]
إن الأمر بالغض من البصر والنهي عن المشي المتكسر (ضرب الأرجل) يمثلان سلوك الحشمة.
بينما النهي عن إبداء الزينة _إلا ما يظهر عادة_ والأمر بضرب الخمر على الجيوب يمثلان الأمر بالحجاب.
أما الأمر بحفظ الفروج فيمثل السلوكين معا.
فالآية السابقة تجمع بين الأمرين؛ ضرورة الحجاب وضرورة الحشمة.
*وللمزيد حول الموضوع يُنصح بالاطلاع على مقالة د. جمال نجم (اللباس والفطرة) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=3003
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] لسان العرب 1/ 298
[2] لسان العرب مادة حشم (12/ 135)