السؤال:
ما حكم التحدث مع الخاطب لكن في الآداب العامة، وما المقصود بالتجاوز اللفظي والتجاوز الجسدي؟ وما هي أقصي التجاوزات بين المخطوبين مثلا تكون مكروهة أو محرمة من الصغائر ؟
الجواب:
إذا كان الخاطب بمعنى المتقدم لخطبة الفتاة دون أن يكون بينهما عقد نكاح فيكون حينها أجنبي عنها، ويجوز لهما التحدث مع بعضهما دون خلوة، لكنهما يتحدثان في الأمور التي يتحدث بها رجل مع امرأة أجنبية عنه، ولا بأس من فحص أفكار بعضهما والانتباه لأسلوب الحديث وما إلى ذلك.أما التجاوز اللفظي كأن يتحدثا بالأمور الخاصة بين الزوجين فهذا لا يجوز.
وأما التجاوز الجسدي فهو كل تلامس بينهما حتى لو كان مصافحة، فهذا لا يصح بين الخاطب ومخطوبته إلا أن يكون بينهما عقد النكاح، لأن القرآن أمر بالغض من البصر تجنبا للفتنة فيكون ترك التلامس ومنه المصافحة أولى. قال الله تعالى:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 30-31]
ومثل هذه التجاوزات لا تعد من الكبائر، وهذا لا يعني أن يستهين المسلم بصغائر الذنوب ويتجوز في ارتكابها، لأن الإصرار على الصغائر يكون بمعنى الكبائر، ولأن الاستهانة بالصغائر قد تقود العبد لفعل الكبائر والعياذ بالله تعالى، فالنظر إلى العورات أو التلامس قد يؤدي إلى الزنا وهو من الكبائر، وهكذا.
وإن صدر من المسلم/ة شيئا من التجاوزات فليبادر بالاستغفار، قال الله تعالى:
﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]
وللمزيد أنصح بالاطلاع على فتوى (تعارف الخاطبين) في الرابط التالي
https://www.hablullah.com/?p=2032