السؤال:
ما مشروعية العمل عند اليهود (في فلسطين المحتلة) ، اذ أني بحثت عن الموضوع ووجدت أن العمل عند المشركين جائز بضوابط شرعية ، ولكن هل نستطيع تخصيص اليهود في فلسطين بجواب لهذا السؤال ، لأنهم أعداءٌ ظاهرين ليس بيننا وبينهم ميثاق سِلمٍ ، محتلين للأرض ويظهرون عداءهم لنا في كل مناسبة؟
الجواب:
لا شك أن أي عمل مع الكفار المعتدين ويؤدي إلى تقوية شوكتهم على المسلمين لا يجوز، لا سيما إن كان هؤلاء الكفار يحتلون أرض المسلمين كالحاصل في أرض فلسطين.
لكن يمكننا التفريق بين نوعين من العمل هناك:
الأول: العمل في أجهزة دولة الاحتلال فإنه لا يجوز البتة، لأن فيه اعترافا بدولتهم وتقوية لها وموالاة لهم من دون المؤمنين، قال الله تعالى:
﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً، وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ، وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]
الثاني: العمل في الشركات الخاصة التي ليس لها صفة حكومية أو في المحلات التجارية والمشاريع الزراعية والاقتصادية التي تتبع لأفراد يهود وليس لها صفة حكومية، فالأصل تجنب العمل حتى في هذه المجالات والبحث بدلا من ذلك عن عمل آخر في المجال الاقتصادي للفلسطينيين أو في الدول الأخرى، لكن إن تعذر ذلك فلا بأس من العمل في المجالات الاقتصادية التابعة لليهود التي لا تمتلك أي صفة حكومية إلى حين تيسر عمل داخل المدن الفلسطينية أو خارج فلسطين.