السؤال:
هل يأجوج ومأجوج سيظهرون مجددا آخر الزمان؟
الجواب:
يأجوج ومأجوج هم قوم مفسدون في الأرض (الكهف 94-99). وهؤلاء كغيرهم من المفسدين يستحقون لعنة الله والنار (الرعد 25).
لا يوجد في القرآن ما يدل على أن يأجوج ومأجوج الذين بنى عليهم ذو القرنين سدا سيخرجون منه في آخر الزمان، والآية المتعلقة قد فسرت خطأ. وهي كما يلي:
﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 96-97]
حيث ذكر بعض المفسرين أن الفتح الوارد في الآية هو انهيار سد ذي القرنين وخروج هؤلاء القوم ليمارسوا الفساد على العباد والبلاد في آخر الزمان، وقد رويت في حقهم روايات أسطورية لا تتفق مع مقتضى الآيات.
والحق أن الفتح المذكور هو فتح قبورهم وانتشارهم منها إلى أرض المحشر عند النفخ في الصور (الكهف 98) انتظارا للحساب حيث الوعد بإدخالهم جهنم، وقوله تعالى (واقترب الوعد الحق) هو اقتراب دخولهم جهنم بعد انتهاء موقفهم في المحشر.
وقوله تعالى (من كل حدب ينسلون) هو ذات التعبير المستخدم في سورة يس الذي يدل على خروج الناس من قبورهم عند النفخة الثانية:
﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس: 51]
وأما مصيرهم (يأجوج ومأجوج) في السد فتبينه الآيات المتعلقة من سورة الكهف:
﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا. قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا. وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا. وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا. الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ [الكهف: 97-101]
يفهم من الآيات أن أولئك القوم قد هلكوا جميعا داخل السد بعدما حاولوا عبثا نقبه أو اعتلاءه للخروج منه، لكن الآيات تخبر أنه سينهار يوم القيامة ويخرج يأجوج ومأجوج من قبورهم يموج بعضهم في بعض من هول ما يرونه، حيث تعرض لهم جهنم قبل دخولهم فيها بسبب إعراضهم عن ذكر الله تعالى.