السؤال:
هل الوشم المستخدم للزينة حرام، وإن كان كذلك فما السبب؟
الجواب:
الزينة بشكل عام من النعم التي أحلها الله تعالى للإنسان، وقد ذم الله تعالى من يحرمون الزينة التي أخرجها الله تعالى لعباده:
﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف (32)
وقد وضع الله تعالى مقدارا لكل شيء [القمر: 49] حتى لا تختل الموازين، ومن ذلك أن الزينة لا تكون على إطلاقها بل ضمن ضوابط وشروط ذكرها في كتابه الكريم ألا وهي:
1_ عدم الإسراف فيها امتثالًا لقوله تعالى:
﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ الأعراف (31)
فالنهي عن الإسراف يشمل الزينة كما يشمل الأكل والشرب.
2_ احتراز أن تكون الزينة من مواد خبيثة لقوله: (والطيبات من الرزق)
3_ أن لا تتسبب في إلحاق الضرر بالنفس أو بالغير امتثالًا لقوله تعالى:
﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ البقرة (195).
وهنا نتحدث عن الأثر، فعلى سبيل المثال تلجأ بعض النساء إلى عمليات التجميل أو الحقن بمواد ضارة تؤدي إلى تشوهات على المدى البعيد ، وربما تؤدي بعض الحالات إلى الوفاة.
4_ ألا تتسبب الزينة في تغيير خلق الله تعالى للدرجة التي تتحول فيها صورة الإنسان إلى صورة أخرى فيكون قد اتبع خطوات الشيطان الذي أقسم:
﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ النساء (119)
والوشم تنطبق عليه المحاذير السابقة، نتيجة الضرر والتشويه الذي يسببه حرق الجلد أو تعرضه للنار، وكذلك من ناحية الأثر الذي يؤدي إلى تغيير خلق الله تعالى.
فالزينة هنا ليست هي المحرمة وإنما ما يترتب عليها من الإسراف فيها أو استخدامها في غير موضعها.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على الفتوى المتعلقة (الزينة المباحة للنساء وللرجال) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=8474