السؤال:
هل هناك حيوانات أمر النبي بقتلها المذكورة في الأحاديث مثل الغراب؟ وهل يجوز اقتناء الكلب وماذا عن الجراء (الكلاب الصغيرة) هل الكلاب نجسة؟
الجواب:
يفهم من جملة الأدلة أنه يجوز قتل الحشرات المؤذية بشرط أن يقصد القاتل بالقتل دفع الإيذاء، لا العبث أو مجرد القتل، كما يجوز قتل الحيوان المفترس إن كان يشكل خطرا على حياة الإنسان، ومثل ذلك الكلب العقور، أي الكلب الذي يعدو على الناس أو الكلب المسعور، والسعار داء في الكلب يجعله يهاجم من يراه من الناس وتؤدي عضته إلى انتقال الداء للإنسان، وهو من الأمراض القاتلة.
أما الحيوانات التي لا تشكل خطرا على حياة الإنسان فلا يصح قتلها، ومن ذلك الغراب فإنه لا يشكل خطرا على حياة الإنسان في العادة، وربما يكون دخل في حديث (ما يجوز قتله من الحيوان) بزيادة من أحد الرواة، لا سيما أن نبينا الكريم نهى أن تتخذ ذوات الأرواح غرضا[1]، أي هدفا لمجرد القتل أو لتعلم الرماية أو وسيلة للتسلية أو ما شابه.
كما أن القرآن الكريم قد ذكر الغراب بصفته معلما لابن آدم عندما عجز عن التعامل مع جسد أخيه بعدما قتله [المائدة: 31]، فلا يمكن بعدئذ أن يحض النبي الكريم على قتله.
أما تربية الكلب فلا بأس بها إن كان لغرض مشروع كالحراسة أو الصيد أو مرافقة أعمى أو غير ذلك من الوسائل المشروعة، أما اقتناؤه في غير منفعة فيخشى أن يندرج تحت مسمى الإسراف المنهي عنه، لا سيما أن الأموال الطائلة التي تنفق على تربية الكلاب المدللة لو أنفقت على ذوي الحاجة من الناس لكان نفعها عظيما لهم[2].
والراجح أن الكلب ليس بنجس ولا حتى لعابه، لكن لعابه يحتوي على مسببات المرض للإنسان فينبغي الانتباه لهذه المسألة[3].
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح مسلم، رقم 1957
[2] انظر فتوى (اقتناء الكلاب) موقع حبل الله https://www.hablullah.com/?p=1500
[3] انظر فتوى (لعاب الكلب ليس نجسا) موقع حبل الله https://www.hablullah.com/?p=2550