السؤال:
يقول الله تعالى في سورة الواقعة عن السابقين ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ. وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ [الواقعة: 13-14] ، أرجو منكم توضيح ما المقصود من ذلك؟ هل المقصود الذين يسبقون للإيمان؟ ونحن نعلم أن أعمال العباد اختار الله تعالى ألا يعلمها مسبقا.
لكم مني جزيل الشكر والاحترام
الجواب:
السابقون هم الذين يسبقون غيرهم في الإيمان وعمل الخير، ومثل ذلك قوله تعالى:
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]
﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: 57-61]
فقوله تعالى (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) يفسر قوله تعالى (والسابقون السابقون) الواردة في سورة الواقعة.
وقد تم ذكر خصائصهم في مواضع أخرى من القرآن العظيم (المؤمنون 57-61، فاطر 32).
والسابقون موجودون في كل عصر لكنهم كانوا ثلة من الأولين، أي من أتباع الأنبياء منذ آدم حتى خاتم النبيين محمد عليهم الصلاة والسلام، لكن بعد انقضاء عصر النبوة حتى آخر الزمان سيكون هؤلاء السابقون قلة لعدم وجود الأنبياء المؤيدين.
بينما لما تحدث عن أصحاب اليمين فذكر أنهم ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، والمقصود أن السباقين في الإيمان والخير كانوا أكثر في العهود الأولى بينما هم أقل في المتأخرين.