السؤال:
ما واجب المسلمين نحو أهل غزة الذين يتعرضون لحرب ظالمة لا تبقي ولا تذر، هل يكفي أن ندعو لهم بالنصر، أو الخروج بالمظاهرات والاحتجاجات، أم ما هو الواجب علينا فعله كمسلمين؟
الجواب:
إن للدعاء أهمية كبيرة في حياة المؤمنين لما فيه من طلب العون من ذي القوة المتين الذي وجهنا أن ندعوه واعدا بالاستجابة:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ غافر (60)
ولكنه في الوقت نفسه فقد علمنا سبحانه وتعالى أن الدعاء يأتي بعد الأخذ بالأسباب أو إذا انقطعت الأسباب، وقد بين الله تعالى متى يخرج المسلمون للجهاد بقوله:
﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ البقرة (190)
فلم يقل الله تعالى (واكتفوا بالدعاء على الذين يقاتلونكم)!
وكما أن للجهاد والقتال أسبابه كذلك فإن للنصر أسبابه فقال تعالى:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ، وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ الأنفال (60)
ولم يقل (ادعوا عليهم بما استطعتم)
وقال جَلَّ وعَلَا:
﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ، وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ الحج (40)
فلم يقل (ولينصرن الله من يدعوه فقط)
وهذا هو حال جميع رسل الله تعالى مع أعدائهم الذين قاتلوهم واعتدوا عليهم، ولنا الأسوة الحسنة فيهم جميعًا، فها هو كليم الله لم يذهب إلى ميقات ربه يدعوه بالنصر وإنما أعد العدة وحث قومه وحذرهم من الارتداد عن أمره تعالى بالخسران:
﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ المائدة (21)
وعندما تخاذل القوم وارتدوا رفع الكليم يده إلى ربه يدعوه:
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي، فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ المائدة (25)
وها هو النبي الذي جاء بعد موسى ﷺ عندما أخرج قومه من ديارهم وأبنائهم لم يكتف بالدعاء بل اتبع أمر ربه ومن معه من المؤمنين واتبعوا الملك (طالوت) الذي أرسله إليهم ربهم قائدًا وكانوا فئة قليلة نظرًا لتخاذل أكثرهم ولكن الذين ثبتوا أيقنوا بنصر الله لهم إذ صبروا:
﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 249]
وعندما أعدوا العدة واستعدوا لنصرة الحق جاء دور الدعاء:
﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ البقرة (250)
وبالفعل تحقق وعد ربهم بالنصر رغم قلة عددهم، لأن القوي العزيز كان معهم:
﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ، وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ البقرة (251).
وها هو نبينا الكريم ﷺ لم يكتف بالدعاء في مواجهة الأحزاب بل أعد العدة ومعه المؤمنون:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب (21)
ورغم كثرة عدد المشركين لم يخف الرسول والمؤمنون ليقينهم أن الله تعالى معهم بعد ما بذلوا قصارى جهدهم:
﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ الأحزاب (22)
ولذلك فإن الدعاء لأهل غزة واجب لكنه غير كاف، لأن الله تعالى كلف المؤمنين بنصرة المستضعفين والذين يتعرضون للظلم والعدوان حتى لو كانوا غير مسلمين فما بال المسلمين الذين يتعرضون لكل هذا الدمار والقتل وسفك الدماء وإزهاق نفوس الضعفاء وتمزيق أشلاء جثثهم الملقاة في الطرقات، أليسوا أولى بالنصر والمعونة؟!
يقول الله تعالى:
﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 75]
ولأن رفع مثل هذا الظلم عن المظلومين في غزة يتعلق بعمل ولاة أمر المسلمين لذا وجب عليهم أن يعملوا جهدهم لرفع الظلم عن إخوانهم المظلومين في غزة _وفي غيرها من الدول المنكوبة والظالم أهلها – بكل الطرق المتاحة، وألا يكتفوا بتقديم الدعم المادي والمعنوي رغم أهميته، وإن لزم الأمر فعليهم التحرك عسكريا لنصرتهم، وهذا فرض واجب عليهم، كما بينته الآية السابقة [النساء: 75]
وذلك لأن من لم يستجب لدعوته تعالى فيعد مشتركًا مع الظالمين ولينتظر ما ينتظر الظالمين:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ. وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ الأنفال (24: 25).
وعلى هؤلاء المتخاذلين أن يحذروا عقابه تعالى إذ أن العقاب ليس فقط على من اعتدى على الآخر ولكنه أيضا للمتثاقلين عن الجهاد في سبيله ونصرة الضعفاء من المؤمنين، وهنا تتحقق سنته تعالى في الاستبدال:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ، أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ، فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ. إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا، وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ التوبة (39)
ولا يصح التذرع بالضعف وقلة الحيلة نظرا لقوة الكفار وضعف حال المسلمين، ذلك أن هذا الضعف والهوان ناتج من تخلي الأمة عن القيام بأمر ربها ومن ضمن ذلك فريضة نصرة المظلومين، لذا عليهم أن يتحدوا ويوحدوا كلمتهم كما يحب الله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ الصف (4)
ولا يكونوا كمن قيل فيهم:
﴿قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾ المائدة (22)
ومن هنا علينا ألا نخشى بأس العدو وأن لا نشعر بالضعف والهوان أمامهم امتثالًا لأمره جل وعلا:
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ آل عمران (139)
ولقوله سُبْحَانَهُ:
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ محمد (35)
وذلك لأننا على الحق المبين ونرجو من ربنا ما لا يرجونه:
﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ، إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ، وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ، وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ النساء (104)
وليكن من ولاة أمر المسلمين من يبادر بجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم كما فعل هذان الرجلان:
﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ، وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ المائدة (23)
وعندها سيتحقق وعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر والتمكين إن بذلوا غاية جهدهم في الإعداد حتى لو كانوا أقل عددا وعدة من عدوهم، يقول من لا يخلف الميعاد:
﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: 47]
أما الخروج للتظاهر والاحتجاج فإنما هو تنفيس غضب في غير محله، ولا يحل مشكلة، بل قد يجلبها، والأصل هو الإعداد والعمل وليس التظاهر والاحتجاج:
﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ التوبة (41).
وختامًا: إن الله تعالى كتب علينا القتال وقال في أولى آيات القتال:
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ، وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ البقرة (216)
وأنبأنا العليم الخبير أنه لا يكفي المؤمنين أن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويتركوا القتال الذي كتب علينا كما كتبت علينا الصلاة والزكاة والصوم وغيرها من العبادات:
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً، وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ، قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ النساء (77)
فدخول الجنة لا يقف فقط عند إقامة الشعائر التعبدية، قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَىٰ:
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ، مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ البقرة (214).
فما أهون الحياة الدنيا في سبيل الآخرة التي هي خير وأبقى:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ آل عمران (169: 171).
فهؤلاء استحقوا تلك المكانة لأنهم هم:
﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ آل عمران (172)
ولم يقف اجتماع الناس عليهم عائقًا أمام إيمانهم بالنصر:
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ آل عمران (173)
وهم الذين قاتلوا مع أنبيائهم ولم يهنوا ولو يضعفوا أو يستكينوا:
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا، وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ آل عمران (146)
بل صبروا في مواجهة عدوهم وبعد ذلك لجأوا إلى الدعاء:
﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ آل عمران (147)
فاستجاب لهم ربهم في تلك اللحظة:
﴿فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ آل عمران (148)
وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة
الموقع: حبل الله www.hablullah.com
الباحثة: شيماء أبو زيد