السؤال:
أنا أحب مشاهدة أفلام الكرتون والمجلات المصورة وطبعا النساء والفتيات لا يتم رسمهن وهن مرتديات الحجاب. سؤالي هو لو كان الناظر رجلًا هل يجب عليه غض بصره وألا ينظر إلى هذه الرسومات؟ وهل يجوز أصلًا رسم النساء بدون حجاب وبملابس عادية؟
الجواب:
لا حرج في مشاهدة أفلام الكرتون والمجلات حتى لو تضمن صور نساء غير مرتديات للحجاب ما دامت الصور لا تتعرض لعورات النساء الخاصة.
عندما أمر الله تعالى عباده بغض البصر كان يعلم بمخالطة الناس (الرجال والنساء) بعضهم لبعض في العمل أو الأسواق والطرقات وهو تعالى يعلم أن هناك من النساء غير ملتزمات بالزي الشرعي، فكان النظر المنهي عنه ليس مجرد النظر العابر عند الحديث أو المشاهدة وإنما النظر بمعنى تبصر العورات وتتبع الشهوات، والرجال الذين يفعلون ذلك فهم يفعلونه حتى مع النساء الملتزمات بالزي الشرعي ولكنهم يتعمدون النظر لبعض مواطن الفتنة التي ربما تظهر منهن فصاحب الخلق المذموم لا يهمه لمن ينظر، ومن هنا نفهم توجيه الخطاب القرآني للمؤمنين خاصة:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ، ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ النّور (30)
ولمزيد من المعلومات يرجى الاطلاع على مقالة (النظر إلى العورات أو توصيفها، ومشاهدة الرسوم الكرتونية ذات المحتوى الجنسي) https://www.hablullah.com/?p=6182
أما بالنسبة لرسم النساء بدون حجاب فهي تتنوع إلى نوعين، نوع من الرسوم التي لا تظهر الملامح ولا تحدد شخصية بعينها كالرسومات الكرتونية فلا شيء فيها، إذ أنها لا تعد حقيقية ولا تعبر عن الشخص ولا تصفه ولا تعطي شكلًا حقيقيًا له، مع الأخذ بعين الاعتبار شرط إن خلو تلك الصور من الإيحاءات المخلة بالأخلاق.
وإن كان التصوير أو الرسم لحاجة علمية كالتي في الكتب والأبحاث العلمية أو كانت صورة امرأة معلقة في بيت فإنه يلزم عندئذ غض البصر.
وإن كانت الصور تظهر العورات المغلظة ومواطن الفتنة في المرأة فلا يصح رسمها، فقد نبأنا سبحانه وتعالى أن هناك عورات لا يجب على الإنسان النظر إليها بأي حال من الأحوال ولا يسمح حتى لأقارب الإنسان أن يطلع عليها، وهي التي تكون بين الإنسان ونفسه أو زوجه ومكان كشفها الغرف المغلقة، كما جاء في قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ﴾ النّور (58)
وإن كان التصوير أو الرسم لنساء مرتديات ثيابهن لكنهن متبرجات بزينة كما يحدث في الواقع فيقع تحت اللمم، ومن الأفضل للمؤمن الذي يتحرى أمر دينه أن يبتعد عن تصويرها أو رسمها أو تجسديها.
مع ملاحظة أن النهي هنا والتحري ليس للتصوير والتجسيم والرسم في حد ذاته وإنما لأنه يصف العورات ويثير الشهوات، قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَىٰ:
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ النساء (27).