السؤال:
فهمت من مقالة (الجن والملائكة) المنشورة على موقعكم أن المصطفين من الجن هم الملائكة وأن العصاة هم المردة والشياطين. هل هناك صنف ثالث كالإنس؛ سابقين وأصحاب يمين وأصحاب شمال؟
يقول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ﴾ [الأنعام: 128] …. الخطاب للجن هل هو للعصاة منهم حيث يبين الله تعالى أن الإنس هم أولياء الجن فقط وليس كل الإنس، فهل هذا يعني أن الجن هم فقط مصطفون وعصاة، أرجو التوضيح جزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
الجن كالإنس من حيث التقسيم؛ فمنهم الملائكة [فاطر: 1] ومنهم الشياطين والبقية هم عامة الجن، حيث إن عامتهم كعامة البشر من حيث التزامهم بالحق وبعدهم عنه، فمنهم السابقون بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه المقصر.
جاء في سورة الجن ما يؤكد ذلك، حيث قال الله تعالى على لسان فريق منهم استمعوا الى القرآن وآمنوا به:
﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا﴾ [الجن: 11]
﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا. وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: 14-15]
والمقصود أنهم أصحاب طرق مختلفة وليسوا على شاكلة واحدة من حيث قربهم وبعدهم من الحق ومن حيث التزامهم بمقتضاه.
