السؤال:
لماذا يجب على المرأة أن تطلب الإذن من زوجها لكي تصوم نافلة، ما الحكمة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم :” لا تصوم المرأة و بعلها شاهد إلا بإذنه”؟ أي ما السبب الذي يجعل الزوج يمنع زوجته من أن تصوم، و شكرا لكم
الجواب:
الحديث لا يفيد وجوب الاستئذان وإنما يوجه إلى أدب الاستئذان، لأن هذا الأدب يحتل حيزا مهما في ثقافة المسلمين، فربما يكون الزوج يريد الذهاب مع زوجته إلى زيارة قريب، أو السفر إلى مكان ما، فالمسألة لا تعني أن الزوج من حقه منع زوجته من صيام النافلة بدون مبرر، أو أنها لا يجوز لها أن تصوم إلا بإذنه،
إن الاستئذان من الآداب التي حثنا عليها القرآن الكريم، وقد أمر تعالى المؤمنين بضرورة الإذن من النبي قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ النّور (62)
بالطبع منزلة الزوج تختلف عن منزلة النبي الكريم ولكن هدف الاستئذان واحد (إذا كانوا على أمر جامع) وهو نفسه هدف الأسرة، فالزوج والزوجة اجتمعا على أمر واحد وهو بناء الأسرة، وقد أعطى الله تعالى للرجل مسؤولية القوامة على الأسرة، فكان من حسن العشرة أن تصوم الزوجة النافلة بعلم زوجها.