السؤال:
ما المقصود بقوله تعالى(قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين). حيث يقول الله تعالى في آية أخرى (وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) وهو المفهوم عندنا جميعا فما المقصود بأمتنا اثنتين؟.
الجواب:
الآية موضوع السؤال هي قوله تعالى:
﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [غافر: 11]
الإنسان يتكون من روح وجسد، حيث تُعتبر الروح مثل نظام التشغيل في الكمبيوتر بينما الجسد هو كجهاز الكمبيوتر، ويتم نفخ الروح في الجسد بعد استكمال هيكله. وبذلك يصبح الإنسان كائنًا حيًا قادرًا على السمع والبصر والتفكير (انظر سورة المؤمنون 23/12-14، وسورة السجدة 32/7-9). ويميت الله للإنسان بسحب الروح من الجسد.
هناك حالتان للموت وحالتان للحياة، فالروح تغادر الجسد بحالتين؛ الأولى أثناء النوم، والثانية أثناء الموت، حيث يُحتفظ بروح كل من النائم والمتوفى.
تعود روح النائم إلى الجسد عندما يستيقظ، بينما تعود روح الميت عندما يبعث الأموات في الآخرة بعد خلق أجسادهم من جديد (انظر سورة الزمر 39/42، وسورة التكوير 81/7).
والموت المذكور في الآية بنوعيه هو مغادرة الروح للجسد سواء كان ذلك أثناء النوم أو أثناء الموت. وإعادة الحياة بنوعيها الاثنين هو عودة الروح إلى الجسد سواء كان ذلك عند الاستيقاظ من النوم أو عند البعث يوم القيامة.
وبهذا يتضح معنى قوله تعالى ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ﴾ أن الإنسان يموت بحالتين وهما النوم والوفاة، ويحيا بطريقتين وهما استيقاظه من نومه وبعثه للحساب.
أما قوله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴾ [الحج: 66]
فهي تتحدث عن المراحل التي يمر بها كل إنسان، فهو يحيا بمولده وينتهي اختباره بموته، ويبعث يوم القيامة بحياة ثانية للحساب.