السؤال:
ما المقصود بقوله تعالى ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ [البقرة: 255] حيث تفسر (ما بين أيديهم) في كتب التفاسير بـ “ما سيقدمون من أعمال”.
الجواب:
لا علاقة لهذه الآية بما سيقدم العبد من الأعمال في المستقبل، لأن الإنسان لا يُسأل عن المستقبل بل عما قدم ويقدم من الأعمال.
فالمعنى أن الله يعلم ما مضى من أفعال العباد وما هو أمامهم، أي ما هو موجود في تلك اللحظة من الأعمال التي يقومون بها.
والآيات التالية تقدم تصورا دقيقا لمعنى (ما بين أيديهم):
﴿أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾ [سبأ 34/9]
﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [يس 36/9]
﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [الحديد 57/12]
*وللمزيد حول هذا الموضوع ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (معركة بدر والقدر) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=5206