السؤال:
هل تأثم النساء إذا تحدثن فيما بينهن عن حياتهن الجنسية مع أزواجهن؟
الجواب:
لا يجوز للنساء المتزوجات أن يتحدثن مع بعضهن البعض عن علاقاتهن الجنسية مع أزواجهن، وهذا الحكم ينطبق أيضا على الرجال حيث لا يجوز لهم أن يتحدثوا عن علاقاتهم الجنسية مع زوجاتهم.
يقول الله تعالى في وصف خصوصية العلاقة بين الزوجين:
﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: 187]
والغرض الأول للباس هو الستر، فإذا تحدث الزوج أو الزوجة عن العلاقة الخاصة فقد كشفا سترهما.
ويحذر الله تعالى المؤمنين أن يكون أحدهم سببا في انتشار الفاحشة بين الناس، ولا شك أن إخبار الزوج أو الزوجة بعلاقته الخاصة فيه إثارة للسامعين وحضهم على معرفة المزيد. قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19]
وقد وردت أحاديث على ضوء الآيات التي تعتبر ما يحدث بين الزوجين هو علاقة خاصة بينهما لا يجوز أن تُفشى للآخرين، لأن ذلك يفضح ما ينبغي ستره، كما أنه ربما يكون سببا لوقوع الزنا.
فقد روي عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إن من أعظم خيانة الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها»[1] .
وذات يوم، كان الرجال والنساء مجتمعين، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرجال فقال:
«هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله»
قالوا: نعم،
قال: «ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلت كذا فعلت كذا»
فسكتوا،
فأقبل على النساء، فقال: «هل منكن من تُحدِّث؟»
فسكتن، فجثت فتاة على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها فقالت: يا رسول الله، إنهم ليتحدثون، وإنهن ليتحدثنه،
فقال: «هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة، لقيت شيطانا في السكة فقضى منها حاجته والناس ينظرون إليه»[2].
وكما يظهر من الآيات والأحاديث، فإن إخبار الآخرين عن العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة يعتبر خطيئة لا ينبغي لمؤمن ولا مؤمنة الوقوع فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مسلم، النكاح، 124؛ أبو داود، الأدب، 32؛ أحمد بن حنبل، 3/69
[2] سنن أبي داود (2/ 253 ت محيي الدين عبد الحميد)