حبل الله
هل يلزم الوفاء بالنذر إن وقع على المباح

هل يلزم الوفاء بالنذر إن وقع على المباح

السؤال:

عندما كنت طالباً عانيت من اكتئاب حاد ونذرت الكثير للتخلص منه. على سبيل المثال، نذرت في إحدى المرات أنني سأذبح دجاجتين وأعطيهما لأرملة أو شخص محتاج. فماذا يجب عليّ أن أفعل الان؟ هل من المقبول أن أذبح دجاجتين وأعطيهما لشخص ما؟

الجواب:

يرى علماء المذهب الحنفي أن من شروط صحة النذر أن يكون المنذور من جنس عبادة مشروعة، أي أن يكون المنذور عبادة لها مثيل في الفروض الواجبة على المسلم، فمثلا لو نذر أن يذبح شاة لصح نذره لأن الشاة يمكن ذبحها كأضحية، ولو نذر أن يصوم يومين لصح النذر لأن الصيام (صيام رمضان) في أصله عبادة مشروعة.

وبما أن الدجاج لا يمكن التضحية به، فلا يمكن أن يكون محلا للنذر. لذلك، لا يجب على من نذر ذبح الدجاج أن يذبح.

وقد ذهب علماء آخرون إلى أن النذر يصح حتى لو يكن في أصله عبادة مشروعة بشرط أن يقع على فعل مباح وليس بمحرم، وبناء على ذلك فإن من نذر أن يذبح دجاجة فيلزمه الوفاء بنذره، لأن ذبح الدجاج ليس بفعل محرم بل هو من المباحات، خاصة أنه نوى التصدق بهما، والتصدق عمل مشروع.

وقد احتج الفريقان بقوله تعالى في وصف المؤمنين:

﴿يُوفُونَ ‌بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: 7] 

وفي قوله تعالى المتعلق بأداء مناسك الحج:

﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا ‌نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29] 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.