حبل الله
في أي سن يجب أن ينام الأطفال في غرف منفصلة؟

في أي سن يجب أن ينام الأطفال في غرف منفصلة؟

السؤال:

لدي ابن عمره 5 سنوات، حتى لو كان ينام في سريره الخاص في المساء، لكنه يأتي لينام إلى جانبنا بعد وقت معين من الليل. متى يجب علينا أن نصر على أن ينام في سريره؟ في أي سن يجب أن ينام الأطفال في غرف منفصلة؟

الجواب:

لقد عني القرآن الكريم بالطفل وكيفية تنشئته وإنباته نباتًا حسنًا وحدثنا عن مراحل النمو الجسمانية التي يمر بها منذ ولادته بدءا من مرحلة الرضاع إلى الفصال حتى  بلوغه الحلم وما بعده، وبيَّن لنا ما يترتب على تلك المراحل من شكل علاقة الأطفال بآبائهم، إذ أن لكل مرحلة خصوصيتها وتبعاتها، وتبدأ تلك المراحل بعد عمر السنتين وهي انتهاء فترة الرضاعة لقوله تعالى:

﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ..﴾ البقرة (233)

وتسمى نهاية مرحلة الرضاع بالفصال كما بينها تعالى بقوله:

﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ لقمان (14)

وربما سميت بذلك تمهيدًا لفصل الطفل عن التصاقه بأمه وليس فقط عن الرضاعة، وبالتالي فصله في نومه ومبيته بعيدًا عن سرير أمه ومكان نومها.

ولعلمه سبحانه وتعالى بأن الطفل لا يستطيع الانفصال التام عن أمه بعد فطامه مباشرة وأن الأمر يحتاج إلى فترة ربما تمتد لسنوات، ولذا فقد أمرنا بتدريب الأطفال على الاستئذان لثلاث مرات فقط وذلك من وقت إدراكهم للكلام وفهم المراد _الذي غالبًا ما يبدأ من عمر الثلاث إلى الست سنوات حسب طبيعة كل طفل وسرعة نمو مداركه_ حتى يعلم الطفل كيف يدق الباب المغلق على الأبوين ولا يدخله حتى يؤذن له.

ومن هنا فإن الطفل صاحب الخمس سنوات يستطيع فعل ذلك ولا يصح أن ينام بجوار والديه، إذ لو كان مبيته ونومه معهما أمرًا مقبولًا لما أمرنا تعالى أن نعلمه الاستئذان في الأوقات التي بينها في قوله:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ…﴾ النّور (58)

إذ لا معنى للاستئذان إن كان الطفل موجودًا أو نائمًا مع أبويه في تلك الأوقات.

وقد يمر الطفل بحالة خاصة مثل أن يكون نائمًا في غرفته ويستيقظ ويذهب بشكل لا إرادي إلى أبويه ليكمل نومه جانبهم، فإن لم يستطع الأبوان توجيهه في هذه الحالة ومطالبته بالاستئذان لعدم وعيه بسبب نومه أو خوفه وبكائه، فعلى أحدهم أن يصطحبه بالحنان والعطف ويعيده إلى غرفته ويظل بجانبه حتى يهدأ ويعود إلى نومه ولا يسمحوا له بأن ينام بجانبهم في كل مرة يأتي إليهم باستثناء حالة مرضه واحتياجه لأحدهم بجانبه، لأن هذا يضر بتنشئته وتعليمه الاعتماد على نفسه حاضرا ومستقبلا.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.