(Παράκλητος) هي كلمة يونانية، تنطق باركليتوس تعني «الشاكر كثيراً» وتعني أيضاً «المعزي» أو «الشفيع بالنيابة عنا» وقد ظهرت أول مرة في إنجيل يوحنا الإصحاح 14 والعدد 15 ويوحنا 16 عدد 7
وقد ورد في القرآن الآية التالية المتعلقة ببشارة عيسى (عليه السلام) بالنبي الذي سيخلفه:
﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [الصف: 6]
ولم يستطع علماء المسلمين عمومًا أن يتجاوزوا ذكر المقاطع “ البارقليطية ” في إنجيل يوحنا فيما يتعلق بمسألة البشارة بالنبي محمد في الكتاب المقدس. ففي تفسير مقاتل بن سليمان، وهو أقدم تفسير تم تدوينه، تحتوي سورة ” الصف” على جملة واحدة كتفسير عبارة “اسمه أحمد ” في الآية 6: “هو «بالسريانية فارقليطا»”.(انظر تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 316)
وهذا الرأي فيه إشكالية كبيرة. بداية، لا توجد بيانات تدعم الادعاء بأن كلمة باراكليتوس موجودة في السريانية. والقبول العام هو أن هذه الكلمة يونانية. ومن ناحية أخرى، لا توجد معلومات تشير إلى أنه يمكن أن يكون لها أي علاقة دلالية بكلمة “أحمد”. ولم يتمكن المفسرون من تقديم أي دليل على النبي محمد (ص) في الأناجيل سوى كلمة “بارقليطس “. وهذا مؤشر مؤلم على مدى لامبالاة معظم المسلمين في هذا الصدد.
إن المعلومات الموجودة في الأناجيل المعتمدة الحالية تبشر بالنبي محمد بالتفصيل حتى بدون ذكر فقرات بارقليطس،. ولسنا بحاجة إلى إنجيل يوحنا ولا إلى كلمة بارقليطس بحثًا عن تلك البشارة. ومع ذلك، فلا شك أن آيات ” البارقليط ” تتعلق أيضًا بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). إلا أن هذه الفقرات غير كافية لإثبات حقيقة أن النبي المنتظر هو محمد من ناحيتين:
الأولى: في فقرات “بارقليطس” ليس هناك إشارة إلى أن المعلَن عنه سيكون “أميا” ، أي غير عالم بالكتب الإلهية السابقة. لكن من وجهة نظر القرآن ينبغي التعبير عن هذه المعلومات بوضوح في الأناجيل الموجودة.
الثانية: ألقى المسيح كلمة “بارقليطس” على عدد قليل من تلاميذه في اجتماع سري. ومع ذلك، وفقًا للآية 6 من سورة الصف ، كان المسيح ينقل هذه المعلومات بوضوح إلى جميع بني إسرائيل وليس إلى فئة صغيرة.
وقد اضطرنا هذا الوضع إلى التحقق مما إذا كانت هناك معلومات أخرى – غير المقاطع “البارقليطية ” – تبشر بالنبي محمد (ص) في الأناجيل المعتمدة الموجودة. ولم يكن لدينا أدنى شك في أن هذه الدراسة ستؤتي ثمارها، لأننا نثق تمامًا في كلام الله الوارد في الآية 157 من سورة الأعراف .
*ما سبق هو جزء من مقالة (حجر الزاوية المنتظر: أحمد خاتم النبيين) ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=9092