السؤال:
هل يمكن للعين أن تكون سببًا في مرض أو موت الإنسان؟
الجواب:
إن العين هي عضو البصر، قال سُبْحَانَهُ:
﴿وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا..﴾ الأعراف (179)
وليست عضوًا للحسد! إذ لم تأتِ في كتاب الله تعالى متعلقة بالحسد أو المرض أو القتل، فلم يقل الله تعالى (لهم أعين يحسدون بها) أو (يُمرضون) أو (يقتلون بها)، وعندما ذكر تعالى الحسد في كتابه قال سُبْحَانَهُ:
﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ الفلق (5)
ولم يقل (ومن عين حاسد)
وبالنسبة للمرض فقد ذكره تعالى وصنفه ما بين ابتلاء أو جزاء، فالابتلاء في نقص الأنفس جاء في قوله تعالى:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة (155)
والجزاء بانتشار الأمراض والأوبئة يكون بسبب إفساد الناس ومن ذلك مثلا: استخدام المبيدات والهرمونات والكيماويات في الطعام والشراب قَالَ تَعَالَىٰ:
﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الرّوم (41).
وبالنسبة للموت فهو قدر الله تعالى الذي لا يُقدَّم ولا يؤخر قَالَ تَعَالَىٰ:
﴿نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ الواقعة (60)
والإنسان المؤمن بربه الموقن بكتابه يُسلم أمره إلى ربه ويوقن بأنه:
﴿لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَاۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ التوبة (51)
وكل الأحاديث والروايات التي ذكرت أن العين متعلقة بالحسد وأنها سبب مباشر للمرض أو الموت ما هي إلا إفك مفترى على الله تعالى وعلى رسوله الكريم، وهي تنافي وتناقض كل الآيات المتعلقة بالحسد في كتاب الله تعالى وتنسب الظلم لرب العالمين وتسيء الظن برسوله الكريم.
*وللوقوف على موضوع الحسد بشكل مفصل ومدعم بالأدلة والبراهين يرجى الاطلاع على المقالات التالية من خلال الروابط المرفقة:
عين الحسود بين أساطير الجدود والحق المشهود https://www.hablullah.com/?p=5029
الحسد وعلاقته بالعين https://www.hablullah.com/?p=1337
معنى قوله تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد) https://www.hablullah.com/?p=7048
الباحثة: شيماء أبو زيد