السؤال:
كيف نفهم طاعة الوالدين؟ هل عبارة مثل “كلام الوالدين لا يرد” صحيحة من الناحية الشرعية؟
الجواب:
الوالدان لهما فضل عظيم على أولادهما اقتضى أن يختصا بمزيد من البر والإحسان إليهما، وقد ذكر الله تعالى ذلك معطوفا على اختصاصه بالعبادة بقوله سبحانه:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا، وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23-24]
نفهم من الآية أسس التعامل مع الوالدين كما يلي:
1_ الإحسان إليهما، وهو يشمل تقديم ما يلزمهما بالطريقة المثلى والأسلوب الأفضل.
2_ عدم التأفف والضجر منهما، لأن الإنسان عندما يطعن في السن قد يصدر منه ما يزعج مَن حوله، ومع ذلك لا يجوز أن يتأفف الولد من والديه مهما بلغ تصرفهما.
3_ عدم الابتعاد عنهما دون مبرر خاصة عند الكبر، لأنهما أحوج ما يكونا إلى أولادهما.
4_ الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، وهذا من تمام البر والإحسان.
5_طاعتهما بالمعروف، أي أن يلبي لهما ما يطلبان منه بشرط أن يكون الطلب في حدود قدرته وإمكانه وأن لا يكون فيه معصية لله تعالى.
إن الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله تعالى ولكتابه، أما الطاعة للوالدين فهي طاعة مقيدة بالمعروف، فإن أمرا بمعصية فلا يصح طاعتهما فيما أمرا به، ومع ذلك ينبغي على الولد أن يصاحب/يرافق والديه ولا يزجرهما حتى لو كانا مشركين، فبعد أن وصى الله تعالى الأبناء بالإحسان إلى الوالدين نهاهم عن طاعتهما في المعصية مع وجوب مصاحبتهما بالمعروف، نفهم هذا من قوله تعالى:
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان: 14-15]
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على المقالتين المتعلقتين على الرابطين التاليين https://www.hablullah.com/?p=2265
