السؤال:
في فترة التخرج تقام عادة حفلة تخرج وما شابهها من أنشطة، ويكون من ضمنها التقاط الصور الجماعية مع الدكاترة والزملاء وليس كلهن ملتزمات باللباس المناسب بطبيعة الحال، فهل يجوز لي المشاركة عموما في مثل هذه الصور أو المشاركة في بقية الأنشطة في حفلة التخرج مثل الأغاني وما شابه ذلك، و شكرا لكم.
الجواب:
لا بأس من المشاركة في حفل التخرج والتقاط الصور الجماعية مع الأستاذة والزملاء حتى لو كان من بين الحاضرين نساء غير ملتزمات بالزي الشرعي، فإثم عدم التزامهن يقع عليهن وحدهن لمخالفتهن أمر الله تعالى بالتستر بقوله:
﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]
ولنهيه نساء المسلمين من أن يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى:
﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: 33]
أما المطلوب من الرجال والنساء على السواء هو غض البصر لقوله تعالى:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ، ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 30-31]
وليس المقصود بالغض من البصر هو إغماض العيون عن رؤية النساء أو العكس، وإنما المقصود عدم النظر إليهن بشهوة أو تعمد النظر إلى العورات.
ولا بأس أيضا بالاستماع إلى الأغاني في الحفل بشرط أن لا تكون خلاعية وتدعو إلى منكر، فإن حصل مثل هذا فعلى المهتم بأمر دينه أن يفارق الحفل فور حصول ذلك. وقد امتح الله تعالى الذين يعرضون عن اللغو ولا يخوضون فيه بقوله:
﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ، وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص: 55]
