السؤال:
إذا كان الرجل متزوجًا وزوجته لم تقصر معه في شيء فهل الأولى والأفضل أن يكتفي بها أم يتزوج عليها؟
الجواب:
بينا من قبل أن التعدد الذي أراده الله تعالى في كتابه جاء لحل مشاكل اجتماعية معينة، فلم يُشرع بسبب كثرة مال الرجل أو لملء الفراغ عنده ولا من أجل الزيادة في المتعة ولا حتى نكاية بتقصير الزوجة الأولى، فحتى لو كره الرجل زوجته فلم يأمره تعالى بالزواج عليها ولا طلاقها وإنما أمره بالصبر والإصلاح:
﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ النساء (19)
وترتيب الأولويات يبدأ من الداخل وليس من الخارج، فإذا وجد الزوج خللًا في بيته فلا ينبغي أن يعالجه بالبحث عن بيت آخر، وإنما بالبحث في أسبابه لإصلاح الخلل:
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ الأنفال (1)
فمال بال من لا يعاني من أي خلل في بيته ولسان حاله يقول أن زوجته لم تقصر معه في شيء؟!
فإن كان الرجل ينعم براحة البال والبيت المستقر فالأولى أن يشكره تعالى على نعمة الزوجة الصالحة ونعمة الاستقرار ولا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وخاصة أن الزواج الثاني عبء عليه في النفقة والرعاية بالإضافة إلى أنه مشروط بالعدل، وبعض العدل (المتعلق بالميل القلبي) لا يستطيعه أحد.
وإن كان الزوج يملك المال الزائد عن حاجته فليعن أولاده على الزواج ويساهم في تزويج الأيتام ومن لا يستطيعون تدبير نفقاته، وأن يكافئ تلك الزوجة التي لم تقصر في حقه ويغدق عليها بدلًا من أن يتحمل أعباء أخرى فيعرض نفسه لأن يظلم زوجته الأولى عندما يقصر في حقها وهي التي لم تقصر في حقه، ولينأ بنفسه عن الدخول في دائرة العول وعدم العدل الذي حذرنا تعالى منه حين أمرنا بالاكتفاء بزوجة واحدة مخافة حدوثه:
﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا﴾ النساء (3)
الباحثة: شيماء أبو زيد