الاستماع للأغاني الأجنبية

السؤال

هل الاستماع للأغاني الأجنبية جائز التي قد يكون من يغنيها ملحدا مثلا ؟ هل يختلف الحكم هنا أم هو أيضا جائز إذا كان الكلام نفسه جائزا بغض النظر عن دين قائله أو نيته؟

الجواب:

حكم الاستماع إلى الأغاني يعتمد على محتوى الأغنية بغض النظر عن دين أو نية المغني، فإذا كانت الأغنية تحتوي على كلام مباح ولا تحض على الفسق أو الفجور، وكان مضمونها لا يخالف الشرع، فإن الاستماع إليها قد يكون جائزًا.

ومع ذلك، ينصح بتجنب الأغاني التي تؤثر سلبًا على القلب أو تقود إلى الابتعاد عن ذكر الله، حتى وإن كان كلامها مباحًا. والأفضل دائمًا هو الانشغال بما يرفع الهمة ويدعو إلى الخير. فقد امتدح الله تعالى المؤمنين الذين يعرضون عن اللغو (أي الكلام الذي لا فائدة منه) بقوله:

﴿وَإِذَا سَمِعُوا ‌اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص: 55] 

هناك بعض الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند الاستماع إلى الأغاني أجنبية كانت أم عربية:

1_المضمون: يجب أن تكون الأغنية خالية من الكلمات أو المعاني التي تحث على الفسق أو الفجور أو التي تخالف تعاليم الدين.

2_ التأثير: إذا كانت الأغاني تثير في النفس الشهوات أو تدعو إلى سلوك غير لائق، فالأولى تجنبها.

3_ النتيجة: حتى لو كانت الأغنية مباحة في كلماتها، لكنها تُشغل المسلم عن أمور الدين أو يؤدي الاستماع إليها إلى إهمال العبادة أو القيام بالواجبات، فقد يكون من الأفضل الابتعاد عنها.

فالمعتبر في الغناء من حيث حله وحرمته هو موضوع الغناء والكلام الذي يقال فيه بغض النظر عن دين قائله، فإن كان كلاما خاليا عن الدعوة للمنكر ولا يحتوي على مخالفات شرعية فلا بأس بالاستماع إليه. لأن الله تعالى لم يحرم الاستماع لكلام الكفار مطلقا بل حرم الاستماع لأقوالهم المحرمة وذلك بقوله تعالى:

﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا ‌فَلَا ‌تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ، إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140] 

وإن صادف أن سمع المسلم كلاما محرما من غناء أو غيره فعليه بالتوبة والاستغفار وعدم الاستماع مرة أخرى، قال الله تعالى:

﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ ‌فَلَا ‌تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68] 

*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على المقالات التالية:

الاستماع إلى الغناء الملحن بالموسيقى  https://www.hablullah.com/?p=2874

حكم الغناء في الإسلام  https://www.hablullah.com/?p=1263