حبل الله
علاج الأفكار السلبية الناتجة عن مشاهدة فيديو صادم

علاج الأفكار السلبية الناتجة عن مشاهدة فيديو صادم

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله، شكرا لكل ما تقدمونه من إفادة لنا، و جزاكم الله ألف خير.

أُعاني _ولله الحمد_ منذ 5 سنوات من الوسواس الفكري القهري، حيث تتلخص معاناتي في استقبال عقلي لفكرة ما وتحليلها آلاف المرات في الدقيقة الواحدة على مدار اليوم حتى أثناء النوم ، تعبت وحتى حياتي توقفت لأن عقلي لا يتوقف طيلة اليوم، فقد بدأ الأمر من أسئلة طرحتها حول الإسلام حين بدأت أفكر أن الله تعالى ظلم النساء في عدة مواضيع، وكنت انغمست في هذا الشعور القهري، لكن _ولله الحمد_ تعرفت عليكم وكنتم تجيبونني عن كل سؤال على مدار السنوات الماضية حتى تخلصت من وسواسي حول الله ، لكن وحين بدأت أظن أنني شفيت ارتطمت قبل 3 أيام فجأة بمشاهدة فيديو لامرأة تطبخ ولها يد واحدة ..

وهنا بدأت أعاني من تفكيري مرة أخرى فطيلة الأيام الثلاث الماضية لم أعرف طعما للنوم، أفكار سكنت عقلي مثل كيف لو تعرضت لقطع قدمي أو يدي، وأبدأ في تخيل الأمر بشكل مرضي، و خوف يعتريني وكأن الأمر حاصل رغم أن لا أحد أعرفه وقع له هذا الأمر، وأبدأ في التحاور مع نفسي؛ لماذا وكيف؟ لكن عقلي لا يتوقف عن التفكير.

لا أعرف كيف أصف حالتي بالتحديد، لكن أريد فقط أن أرتاح وأشفى، أريد أن تعود حياتي كما كانت، سألت وغالبا كان الرد أنني بحاجة لعلاج نفسي نظرا لخلل ما في نقطة ما من الدماغ ..
ما رأي حضرتكم و بماذا تنصحونني وانتظر ردكم في أسرع وقت، دمتم في حفظ الله و رعايته.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله.. نشكر السائلة الكريمة على ثقتها في الموقع، ونشكر الله تعالى أن وفقنا لنكون سببا في تحسين حالتها النفسية سابقا، ونسأل الله تعالى أن تكون هذه الإجابة كافية لتقديم الدعم لها.

نتفهم تمامًا القلق الذي تشعرين به، والموقف الذي مررت به قد أثار لديك أفكارًا وسواسية وأحاسيس قوية، فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق بعد مشاهدة شيء مؤثر، ولكن عندما يستمر هذا القلق ويؤثر على حياتك اليومية، فمن المهم أن تبحثي عن وسائل للسيطرة عليه.

أولًا، أود أن أطمئنك أن هذه الأفكار لا تعني بالضرورة أنك ستواجهين ما تخشينه، فالعقل البشري قد يضخم الأمور عندما يكون تحت تأثير الصدمة أو القلق، مما يجعل الأمر يبدو أكبر مما هو عليه في الواقع.

ثانيًا، من النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذه الأفكار:

1_ الأنس بالله تعالى، فكلما شعر المؤمن بقربه من الله تعالى وداوم على فعل الخير أدرك حقيقة وجوده في هذه الحياة، وأنه مبتلى في كل شيء، فيهون عليه كل صعب، ويطمئن قلبه، قال الله تعالى:

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ ‌الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الأنعام 82) 

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ ‌الْقُلُوبُ﴾ (الرعد 28) 

2_ إشغال النفس في الأمور المفيدة بدلا من التفكير في الأمور المزعجة، ومن ذلك المداومة على ذكر الله تعالى والتفكير في حلمه وعلمه وقدرته وملكوته. يقول الله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ (الأعراف 201)

﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (الأعراف 205)

3_ الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان لا سيما عندما تشعرين بالوسواس، يقول الله تعالى:

﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ (الأعراف 201)

4_ ترداد قراءة سور الإخلاص والفلق والناس.

5_ مجالسة أهل الذكر والعلم، ففي صحبتهم تقوية للنفس وتبديد للوساوس، لذلك أرشد الله تعالى إلى مجالستهم بقوله:

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ (الكهف 28)

6_ تناول العسل الذي وصفه الله تعالى بأن فيه شفاءً للناس (النحل 70)

7_ التنفس العميق والاسترخاء، فعندما تشعرين بأن الأفكار تسيطر عليك، حاولي التركيز على التنفس العميق وإرخاء جسدك. هذا يمكن أن يساعد في تقليل التوتر الجسدي والنفسي.

8_ التحكم في الأفكار، فعندما تشعرين بأن الأفكار السلبية بدأت بالسيطرة حاولي تحويل تركيزك إلى شيء آخر، فالانشغال بنشاط تحبه أو ممارسة رياضة خفيفة قد يساعدك في التخلص من التفكير السلبي.

9_ التحدث مع شخص تثقين به، فأحيانًا قد يكون من المفيد مشاركة ما تشعرين به مع شخص قريب منك. قد يساعدك هذا في تنظيم أفكارك والشعور بالدعم.

10_ طلب المساعدة المتخصصة إذا استمرت هذه الأفكار وأصبحت تؤثر على حياتك اليومية، فقد يكون من الجيد استشارة مختص نفسي. يمكن للمختص أن يساعدك في تحديد السبب الجذري لهذه الأفكار ويقدم لك الأدوات المناسبة للتعامل معها.

لا تترددي في السعي للحصول على الدعم إذا شعرت أنك بحاجة إليه. حالتك لها علاج، ومع الوقت والرعاية المناسبة، يمكنك العودة لحياتك الطبيعية بإذن الله تعالى.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.