حبل الله
إبداء الفتاة يديها إلى المرفقين أمام الخاطب

إبداء الفتاة يديها إلى المرفقين أمام الخاطب

السؤال:

هل للفتاة النحيفة المحجبة عند الرؤية الشرعية لخاطب ما أن تكشف عن ذراعيها، يعني تلبس أكمام قصيرة حتى لا تلام فيما بعد أنها غشته، وحتى تريح ضميرها ولا تشعر أنها لبست الحجاب لتخدع من يتقدم لخطبتها.

الجواب:

ذكرنا من قبل أن الخاطب بالنسبة للمرأة كأي رجل أجنبي عنها لا يصح أن يرى منها إلا ما يراه الرجال الآخرون المخالطون للنساء في الدراسة أو العمل أو السوق[1]، وذلك بدليل أن الخطبة قد ذكرت في كتاب الله تعالى في قوله تعالى:

﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ…﴾ البقرة (235)

ولم يأتِ ذكر الخاطب من ضمن الرجال الأقارب الذين يحل للمرأة أن تبدي زينتها أمامهم كما جاء في قوله تعالى:

﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ، وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ….﴾ النّور (31)

وبالتالي فليس للخاطب أن يرى من مخطوبته سوى (ما ظهر منها).

ولكن اختلف البعض حول الاستثناء في الزينة الوارد في قوله تعالى (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) إذ يفهم من الآية الكريمة وجود جزء من تلك الزينة يظهر للجميع عادة، فمنهم من قال الوجه والكفين ومنهم من أضاف الرجلين إلى الكعبين، وهناك من يقول أن (ما ظهر منها) ينطبق على ما يظهر من المرأة عند الوضوء؛ استشهادًا بالواقع حيث أن النساء قديمًا في رحلات السفر والحج لم يكن لهن مكان خاص بالوضوء وإذا ابتعدن عن الأعين لقضاء حاجتهن وتوضأن ثم بعد ذلك انتقض وضوؤهن ففيه مشقة أن تتبعد عن القافلة لتتوضأ، وهذا الوضع يحدث حتى الآن في بيت الله الحرام حيث أن مكان الوضوء المخصص للرجال والنساء بعيد عن مكان الصلاة والطواف والسعي نظرًا لاتساع رقعة البيت الحرام مما يضطر أكثر الطائفين أن يجددوا وضوءهم من صنابير مياه زمزم الموجودة داخل الحرم أمام مرأى الجميع.

وينطبق الكلام نفسه على كثير من النساء خاصة في الأرياف إذا خرجن للعمل أو لغسل أواني الطهي بجانب مجاري المياه أو المشاركة في الري والحصاد فإنهن يكشفن عن أيديهن قليلًا حتى المرفقين ليتسنى لهن العمل فلا تعوقهن الأكمام الطويلة عن إتمام عملهن، كمن ﴿َكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا﴾ خوفًا من أن يبتل ثوبها من الماء.

ومن هذا المنطق الذي يتفق مع قوله تعالى ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَج…﴾ المائدة (6) يصح للفتاة أن تلبس أكماما قصيرة (إلى المرفقين) أو بأن تشمر أكمام قميصها قليلًا بالقدر الذي يتبين منه مدى نحافتها أمام الخاطب، هذا إذا رأت أنها شديدة النحافة ونحافتها غير معتادة ولا يتبين ذلك من وجهها وأرادت أن يطمئن قلبها ولا تشعر أنها قد غشته.

أما إن كانت النحافة المعتادة فغالبًا ما تظهر على الوجه والكفين، ولا ينبغي لها أن تشعر بتأنيب الضمير لأن هذا هو الموافق للحق كما أنه حال كثير من الفتيات قبل الزواج ثم يتبدل الأمر بتغير الهرمونات بالزواج والحمل والرضاع.

* وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على فتوى (تعارف الخاطبينفي الرابط التالي
https://www.hablullah.com/?p=2032

الباحثة: شيماء أبو زيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  نظر الخاطب إلى مخطوبته https://www.hablullah.com/?p=7434

 

 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.